اتصلت بي ، أخبرتني أن أحد حوائط الغرفة قد اتسخ ، كنت قد أنهيت دهان الغرفة بالأمس ، و تركت القليل المتبقى من الدهان تحسبا لمثل هذا الموقف ، أخربتها ألا تقلق ، سآتي حالا و أعيد دهان الجزء المتسخ ، لا حاجه الى عامل أو نقاش ليقوم بالعمل ، طالما الجزء المتسخ صغير دخلت الى الغرفه ، اللون الأصفر مبهج و يثير الدماء في عروقي ، على الحائط الأيمن جزء صغير متسخ قليلا ، أحضرت الفرشاه و علبة الدهان ، غطيت البقعه المتسخه تماما ، شعرت أن البرد شديد ، و ان الدهان لن يجف بسرعه ، أحضرت المروحة الكبيره من الصالة و أدرتها ، وجهتها نحو الجزء المدهون ، لاحظت وجود بقعه صغيره متسخه ، مددت يدي بالفرشاه ، قريبا من الحائط ، قطعت الفرشاه تيار الهواء المنبعث من المروحه ، و جدت جزء من الفرشاه يتفتت و يتحول الى ذرات ثم يختفي مع تيار الهواء ، اندهشت قليلا ، مددت الفرشاه أكثر فأخذت تهترئ و تتطاير في الهواء ، و لا يبقى لها أثر ، أخذت اجرب تأثير المروحة على أشياء أخرى ، علبة سجاير ، مشط ، حتى قطعه الحديد تناثرت بلا أي أثر ، تتفتت الى غبار دقيق ، ثم تختفي في هواء الغرفة لاحظت أن طرف اصبعى اختفى ، لابد أنه طار مع الفرشاه ، مددت باقي الإصبع بحرص ، شاهدته يتلاشى بهدوء و بدون ألم ، يتحول الى ذرات ملونة ثم يختفي في هواء الغرفة كالدخان ، حركت المروحة ناحية الشباك ، شغلتها بأقصى طاقتها ، وضعت كرسيا قصيرا أمام الشباك ، ثم وقفت بمواجهة المروحه ، في ثواني تبدد جسمي و طار الى الشارع ، بقي جذعي و ساقاي و قدماي ، صعدت الى الكرسي ، ثم قفزت فجأة لأقف على إطار الشباك ، في لحظات تناثر الباقي من جسمي الى غبار ، و انطلق في فضاء الشارع ، ثم اختفى تماما |
دة فكر عالي قوي
وانا مش قد الكلام دة