بمناسبة الإعلان عن جائزة بيزو لهذا العام ، سنستمتع بقراءة دليل المستخدم ، الخاص بالليبراليين الجدد
دليل المستخدمين لليبرالية الجديدة
واحد
ابدأ بقراءة كتب التعريفات الأساسية ، مثلا ، ما هي الاشتراكية ، أو مثلا ، تعريف الرأسمالية ، طبعا أنت كمان نعلم أبيض يا ورد ، و كل ما تعرفه عن الاشتراكية أن اللون الأحمر رمز لها ، حاول زيادة معلوماتك ، حتى إذا أتي أحدهم و سألك عن عقيدة دينية ما ، أو مبدأ سياسي معين ، ف ..... ، لا لن أخبرك الآن ، سوف تعلم لاحقا
اثنان
اهتم بكتب النقد الديني ، اقرأ كتب فراس السواح و محمد أركون و فرج فوده و دوجلاس آدامز ، هذه الكتب ستكون سندا مهما لك فيما بعد ، بالطبع لن تفهم شيئا مما هو مكتوب فيها ، معظم هؤلاء الكتاب ترجموا أو سرقوا او نقلوا مقاطع من كتب لمستشرقين يهاجمون فيها الأديان ، هم لا يفهمون مما نقلوا شيئا و بالطبع ، المستشرقون لا يفهمون مما كتبوا شيئا، و بالطبع لن تفهم أنت أيضا شيئا ، دوجلاس آدامز هو الوحيد الذي تكلم عن الأديان بجدية و عمق ، و لا أتوقع أن تفهم أيا من كتبه
ثلاثة
شارك في الكثير من الندوات العلمانية و الليبرالية في بلدك ، ستجدهم هناك دائما ، أشخاص طبيعيون مثلي و مثلك ، و لكنهم إذا اجتمع
وا معا ، إذا بدأوا عواصف أفكارهم ، فتأكد أنك لن تفهم شيئا أيضا ، ستجدهم يتحدثون عن عالم وهمي ، لم و لن يتحقق ، مثيل لليوتوبيا ، لمدينة الفارابي الفاضلة ، للمجتمع الإخواني الإسلامي ، للدولة الآرية النازية ، لأمة الإسلام الزنجية ، كل هؤلاء سواسية ، و لما تخرج الى الشارع بعد الندوة ، لن تفكر كثيرا فيما سمعت ، بالطبع أنت لن تفهم شيئا مما سمعت مهما بذلت من جهد ، فقط ، فكر في أيهما أوفر ، الانتقال بالميكروباص أم الأتوبيس؟
ستسألني حتما ، لم كل هذا التعب ، إذا لم أفهم شيئا مما أقرأ و أسمع؟ ، سأقول شيئا لك يا صديقي – أنا أسمح لك باستخدام هذه الجملة من أسلوبي الخاص في كتاباتك القادمة – احفظ جيدا ما تسمعه ، ابدأ في تكراره على مسامع من حولك ، ستجدهم ينفعلون كثيرا ، و يبدأون في تحيتك على نباهتك و ذكائك ، بالطبع أنت لم تقل شيئا جديدا ، أنت أعدت أفكارهم بنفس الصياغة ، أو بصياغة مختلفة قليلا ، و هذا هو السبب الحقيقي لتحياتهم ، أنت تعلم حتما ، الليبرالي شخص أحادي التفكير و الاتجاه ، مثل أدولف هتلر و هاني السباعي
أربعة
ابدأ في تكون منبر لأفكارك ، الموضة الآن المدونات ، فليكن اسم مدونتك مختصر و دال ، بالطبع لن تذكر اسمك الحقيقي أبدا أبدا ، و لن تضع صورتك الحقيقية ، ستظل شخصيتك مجهولة لكل قراءك ، بالطبع يجب أن يكون لك اسم ما و شخصية ما ، اختر شخصية تاريخية مهمة عانت الامرين من رجال الدين و السلطان و تم تعذيبه و تكفيره و محاكمته و ربما قطع أحدهم قضيبه لما ورد في كلامه من هرطقات محببه لنفسك و نفس الليبراليين ، أها ، أري أن اختيارك موفق للغاية ، أحمد عدوية ، ضع صورة أحمد عدوية بشعره الكنيش و السلسلة الذهبية تتدلى من عنقه ، و عيناه تنظران الى العدسة بتثاقل ، و كأنه لا يعنيه شيء طالما وصلت أفكاره – أفكارك – على عامة الشعب
خمسة
اختر قضية حساسة لتدافع عنها ، أو لتهاجمها ، لا فرق حقيقي بين الأمرين ، لا تهاجم الحجاب ، الموضوع أصبح مستهلكا تماما ، خاصة بعد الحملة المعروفة لحرق الحجاب ، و التي لم يستجب أحد لها حتى السافرات ، الواقع أن الضرر الذي وقع على الحجاب هو أقل بكثير من الضرر الذي وقع على توم عندما ضربه جيري بالمكواة الساخنة
لن أساعدك هذه المره ، الأفكار شحيحة جدا ، و أنت كما تعلم ، نحن الليبراليين قريحتنا جافة ، نحن ماهرون جدا في نقل الأفكار و تحويرها ، أما الإتيان بأفكار جديدة فليس من شيمنا
ستة
أعلم تماما أنك لا تعرف الكتابة ، أنت تتكلم العربية بطلاقة ، أما عربيتك المكتوبة فهي أسوأ ما قرأته على الإطلاق ، أنت لا تعرف أي شيء عن النحو ، لا تعرف أي شيء عن بناء الجمل ، لا تقلق ، هجومك الضاري على الإسلام هو مبرر قوي لعدم احترامك للعربية ، فالعربية لغة الإسلام ، و لغة القرآن ، و أنت و لله الحمد لا تحترم أيا منهم ، إذن ، هذه حجة مناسبة تماما لتكسير قواعد العربية – لا يا فالح ، في الجملة ما قبل السابقة يمكن وصف المثنى بالجمع – و هكذا لن يقلقك جهلك بالعربية أبدا
سبعة
تذكر دائما ، مرجعية المسلمين واضحه تماما ، مسجلة و محددة بأطر شديدة التماسك ، دعك من هراء دوجلاس آدامز ، أنت كلبيرالي ستحتاج الى مرجعية بقوة القرآن ، بشكل ما سينجح أي مغفل مسلم من انتقاد أي من آراء احمد عدوية ، قام الكثيرون بتفنيد أراء عدوية خلال الخمسين عاما الماضية ، اختر مرجعا أقدم ، أقدم كثيرا ، شخص ما عاش قبل ميلاد المسيح ، اختر شخصا اختفت كل كتبه ، ما عدا كتاب واحد ، مكتوب باللاتينية ، شخص ليبرالي مثلك ، لتشعر أن هناك رابط خفي بين روحه المحلقه – بالطبع هو ميت الآن – و بين روحك الجالسه على الكرسي أمام الكمبيوتر ، بالطبع كانت كتابته ركيكة مثل كتابتك تماما ، و لذلك لم يستطع أي شخص ترجمة الكتاب للانجليزية ، أو لأي لغة أخرى ، الكتاب موجود فقط باللاتينية ، أها أنا سعيد لأنك عرفت عمن أتحدث ، فطوطة ، اقتبس الكثير و الكثير من جمل فطوطة الملهمة لك و لأجيال بعدك ، اجعل من نفسك سفيرا لفطوطة في العالم الحديث ، لن يسألك أحد عن علمك باللاتينية التي كتب بها فطوطة كتابه الوحيد ، فلا أحد يقرأ اللاتينية هذه الأيام ، كن حرا في نسب ما تريد من أفكار الى فطوطة ، لن يشكك أي شخص في مصداقيتك لجهله المطلق باللاتينية ، أنظر كيف أنك ضربت عدة عصافير بحجر ، ففطوطة كما يعلم الجميع كان ركيكا مثلك تماما ، فإذا نسبت له جملة ركيكة من جملك ، فلن يكتشف القاريء تلفيقك أبدا ، كن حريصا على الركاكة ، هي مفيدة دائما اذا حاصرك أحدهم و سألك عما كتبته
ثمانية
هذه أهم نصيحة ، لا تجب على الأسئلة ، لا تجب على الأسئلة ، لا تجب على الأسئلة ، اذا قرأت تعليقا يحمل سؤالا و فكرت في الإجابة عليه فتذكر الآتي
- أنت مسلم في الحقيقة ، دعك من كل هذه الهراء ، أنت أكثر خوفا من الاعتراف لمن حولك بالبلوج المسمى فطوطة أو أحمد عدوية أو بيض بالبسطرمة ، مجرد الإجابة قد تؤدي الى نتائج كارثية
-
- تذكر أيضا أن موضوع الليبرالية هذا بدأ في الأصل لتعليق بنت مثقفة من بنات وسط البلد ، اللاتي يفردن شعورهن لتهفف مع الهواء ، إذا طلع نقبك على شونة ، و إذا لم تعلق واحده منهن حتى الآن ، فتأكد أن المشكلة مشكلتك ، عد إلى الجيم لتربية عضلاتك فهذا طريق أقصر
- أنت لم تفهم أي من الكتب اللتي قرأتها حتى الآن ، و لا يمكنك كتابة أربعة أسطر عن أي من هذه الكتب ، مجرد ردك على السؤال فيه فضح لما سبق ، أسمعك يا صديقي تسأل سؤالا – أنا أسمح لك باستخدام هذه الجملة في كتابتك – سوف أجيب على سؤالك يا صديقي ، اذا سألني أحدهم سؤالا ، فبماذا أرد عليه؟
اسأل السائل سؤالا آخرا ، سينشغل هو بالإجابة على سؤالك ، و ستفلت أنت من البهدلة
عزيزي ، كن حريصا على مظهرك ، أنظر كيف كان مظهر حسني مبارك ثابتا لا يتغير منذ أن عرفناه ، هذا هو سر نجاحه و استمراره ، حافظ على مظهرك الجميل ، ستجد الكثير من التعليقات التي ستنتقدك و التي ربما ستسبك و تسب أمك و اباك ، لا تظهر هذه التعليقات ، أيضا لا تظهر التعليقات التي تحاول الدخول في جدال أو حوار معك ، نحن أتفقنا أنك أضعف من أن تحاور أي شخص ، أظهر فقط التعليقات التي تمدح كتاباتك ، كم أنت مبدع ، و كم أنت مذهل و كم أنت شيك ، و كم أنت محترم ، و قد ايه انت حد جميل ، بهذا سوف تثبت للقراء جميعا أن الكل يحبك و يحترمك و يستمتع كثيرا بكتاباتك المتميزة
تسعة
ابحث عن أحدهم ليكون معلمك ، و اللي مالوش كبير يشتريله كبير ، راسل أحمد صبحي منصور ، و ماجد فرج و أحمد لطفي السيد – ده مات يا حمار ماتحاولش تجيب الميل بتاعه – سيرد معظمهم بلباقة لأول وهلة ، بعد فترة من الوقت سيكتشفون جهلك و عبطك و يبدأون في تجاهلك ، تجاهلهم فورا ، ابدأ في البحث عن معلمين آخرين ، ستجد حتما ليبراليا ما سيتابع الرد عليك بل و قد يطلب مقابلتك ، اطمئن ، هو أيضا يعلم مدى جهلك و عبطك ، لن اخبرك لم يكلف نفسه العناء فيرد على رسائلك ، ربما سأشرح ذلك لاحقا في دليل تجنيد الليبراللين الجدد
عشرة
إذا نجحت في الوصول الى رقم تسعة ، فعليك الآن بالبحث عن باقي الليبراليين الجدد ، تأكد تماما أن أغراضكم متشابهة ، فغالبا ما ستجد فتاة تبحث عن رجل مثقف من بتوع وسط البلد ، أيضا ستجد مسيحيا أغتصبه راهب عندما كان طفلا ، أو مسلما اغتصبه شيخ الكتاب قديما ، و قد تجد شخصا كل مراده الهزء بالليبراليين الجدد ، و مجاراتكم في عبطكم و هذيانكم
ستجد الكثيرين ، و لتعلم أن في الاتحاد قوة ، و أن انتشار الركاكة سيغطي على اللباقة ، و أن العييي سند و ستر للعييي زميله ، و من يدري ، ربما جاء جيل بعد عشرات السنين ليعلن أن أفكاركم المتطرفة هي نهاية التاريخ
بس دليل المستخدمين ده يا ربيع ينفع دليل مستخدمين لل" متدينين الجدد " . لو شيلنا كلمة ليبرالى مع شوية تغييرات طفيفة ينفع دليل مستخدمين لأى جماعة عايزة تخرب مخها