Saturday, October 28, 2006
الاخصاء كعقوبة تشريعية
بعيدا عن الخيال السابق
بعيدا أيضا عن تحليل أسباب المشكله ، فلا أعتقد أن أحدا يمكنه الجزم بأسباب ما حدث ، أتحدث هنا عن الاخصاء كعقوبة
تحدثنا الأساطير اليونانية عن كرونوس الذي خصى أباه بتحريض من امه ، عقابا له على حبس اخوته في جهنم
كما ذكر بيرنهاردت هروود في كتابه تاريخ التعذيب تحت عنوان التعذيب كعقوبة عن ما كان يحدث في مصر القديمة "فكل من يغتصب امرأة حرة تبتر أعضاؤه الجنسية بحيث لا يبقى في مقدوره أن يرتكب جريمة مشابهة و بحيث يدب الرعب في قلوب الاخرين من هذه العقوبة المخيفة"

في مجتمعنا الشرقي كان الاخصاء عقوبة غير منتشرة بالمرة ، ربما لان المجتمع ذكوري أساسا ، فالمشرع و القاضي و ولي الأمر عادة ما كان ذكرا ، و ربما أثرت ذكورته على صحة أحكامه ، فمن المستحيل أن يستبدل المشرع عقوبة الاعدام للمغتصب بالاخصاء ، مع أن الثانية – و بسبب نفس المجتمع الذكوري – قد تكون أوقع من الاولى
على الناحية الأخرى لم يجد الشرقيون عيبا في اخصاء قتلى الأعداء في المعركة ، سجلت حالات كثيرة من تشويه و قطع الأعضاء التناسلية أثناء المذابح التركية للأرمن في أول القرن ، كذلك قامت المليشيات اللبنانية بفعل مشابه أثناء مذبحة صبرا و شتيلا ، و أخيرا قام الصرب فأفعال مشابهه أثناء الاضطرابات في يوغسلافيا في تسعينيات القرن لماضي ، هذه الأمثلة الثلاثة تسترعي الانتباه ، اختلاف العقيدة ربما يبرر القيام بمثل هذا الفعل الذي يعتبره الشرقيون اهانة عظيمة
في رواية اسماعيل فصيح المسماه "قصة جاويد" يتم ختان عبد زرادشتي لأسرة مسلمة بالقوة ، بعد ذلك و عندما يتسبب أحد أصدقاء الأسرة في حمل احدى بناتها يتهم رب الأسرة الصبي الزرادشتي بهذه الفعله ، و يتم اخصائه عقابا له ، بالتأكيد عامل اختلاف العقيده هنا له أثره ، فما كان الأب الفارسي المسلم المحترم ليحرم ذكرا مسلما من هذه النعمة ، ذكرت القصة لادعاء المؤلف بأنها حقيقية ، و لا أعلم مدى صحة كلامه
حديثا سمعنا عن مطرب شعبي مشهور تم تشويهه ، عقابا له لتعديه على زوجة شخص ما ذو سلطة كبيرة
ظهرت طريق جديدة للاخصاء ، بعيدا عن الاخصاء الجراحي أو التشويه المتعمد ، و أقصد هنا الاخصاء الكيميائي ، يدعي البعض أن الاخصاء الكيميائي يمارس في مصر منذ مدة طويلة ، في الثكنات العسكرية يضاف زيت الكافور الى طعاب الجنود و الظباط ، رغبة في تقييد شهوتهم خوفا من انطلاقها في مكان مكبوت كهذا ، و في الحقيقة لا أعلم صحة هذا الادعاء ، فلم أسمع به من عسكري محترف ، و انما دائما من مدنيين قضوا فترة التجنيد الاجباري
تعالت أصوات عديدة في الغرب تطالب بالاخصاء الكيميائي عقابا لمنتهكي الأطفال و المغتصبين ، في مجتمع تنتشر فيه ظاهرة انتهاك الأطفال و يعتبرها الناس انحرافا خطيرا يجب مواجهته ، كان الاخصاء هو الحل
الاخصاء الكامل في حالتنا هنا لا يعتبر حلا عادلا ، فربما لم يصل الانتهاك الجنسي الى درجة الاغتصاب أو فض البكارة ، عندها يكون الضرر النفسي على الضحية أقل كثيرا من حالات اخرى ، و عادة ما تنسى الضحية الأمر و تمضي في طريقها بدون ذكر لما حدث ، على أساس أن الفضيحة الحقيقية هي في معرفة الناس بما حدث من انتهاك أو تحرش ، و ليست الفضيحة الانتهاك ذاته
بالطبع لا يجب أن يمر مثل هذا التحرش مرور الكرام ، فالسكوت عليه قد يحوله الى انتهاك جنسي كامل ، أو ما نسميه بالاغتصاب ، فيجب تشجيع الضحية على توجيه الاتهام الى المتحرش بدون خوف ، كذلك يجب تشريع عقوبة ما لعقاب المتحرش
الاخصاء الكيميائي هنا عقوبة مثالية ، فهو من ناحية يحقق رغبة الضحية في الانتقام ، و ربما كان له تأثير على الحالة النفسية السيئة لها بعد تجربة التحرش ، كذلك فله تأثير قوي على المتحرشين بشكل عام ، فكما نعلم أحد أغراض تطبيق العقوبة على أفعال معينة هو الحد من هذه الأفعال ، و بالطبع العقوبة النفسية و المادية على المتحرش أكبر من أن توصف
بالطبع مثل هذا العقاب لا يمكن للضحية تطبيقه ، فهذا دور الدولة ، اصدار قانون يعاقب المتحرشين بالاخصاء الكيميائي هو دور البرلمان ، و دور الشرطة هو ضبط و احضار المتحرشين ، و دور النائب العام هو توجيه الاتهام ، و دور القضاء هو تحديد ما اذا كان المتهم مذنبا أم لا ، و تطبيق العقوبة عليه في حالة الادانة
بالطبع يحق للضحية اللجوء الى أساليب اخرى في حالة تقاعس الدولة
اليوم تطبق 6 ولايات داخل الولايات المتحدة عقوبة الاخصاء الكيميائي ضد منتهكي الأطفال ، و ذلك على الرغم من الكثير من الانتقادات الموجهه لمثل هذا العقاب
من ناحية اخرى سجلت حالات لأشخاص ذوو نشاط جنسي عالي ، قاموا بتعاطي عقاقير مثبطة جنسية طواعية و بدون أحكام قضائية أو ما شابه
posted by ربيع @ 10/28/2006 06:51:00 PM  
2 Comments:
  • At 10:43 PM, Anonymous Anonymous said…

    علي فكرة انت شكلك مخصي
    انت مهتم اوي بالموضوع دة كدة لية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    انت يا اما عندك ضعف جنسي
    او سرعة قذف
    او معندكش اصلا عضو زكري
    سيبك بقي من الموضوع الاهبل دة
    وركز في حاجة مفيدة
    يا راجل يا مخصي

     
  • At 11:52 PM, Blogger Azza Moghazy said…

    انا اتفق معك تماما فى ان يكون الجزاء من جنس العمل فالذكر فى هذا المجتمع المتخلف يتربى على ان رجولته تكمن فى النصف الاسفل من جسده وهذه هى مشكلة هذا المجتمع المتخلف ان الذكور فيه يتعلمون _واعتذر عن هذا التعبير السوقى _يفكرون بنصفهم الاسفل لهذا فيجب على كل من ينتهك غيره ان يعاقب بجزاء من جنس العمل

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker