رواية اخرى لسلوى بكر على درب البشموري ، البطلة تقابل بالصدفة شخصا متعدد الجنسيات اتى الي مصر باحثا عن اقارب جد من جدوده ، متعدد الجنسيات بمعنى انه يعيش في المانيا من ام برازيلية و اب مصري ، بصراحة لم احاول فهم التركيبة العجيبة لأهل المحروس ، المهم ، يعطيها اوراقا تخص جده المدعو عثمان ، فتقراها البطلة لتتعرف اكثر على جده و لكن بدون الوصول الى معلومات قيمة في النهاية.ما يعجبني في كتابات سلوى بكر الجرأه الناعمة ، تتكلم عن متاعب الأقباط في مصر اثناء الغزو الاسلامي "البشموري" ، و مع ذلك لا تثير كتاباتها اي مشاكل ، هنا تتكلم عن تجارة العبيد اثناء عهد محمد على و من تلاه ، كذلك تتكلم عن ارسال جنود مصريين لحروب في بلدان اخرى بعيدة ، و تهتم بنقد هذه الحروب من وجهة نظر الجندي الذي يحن الى بلده و أهله ، تنتقد ارسال "اورطة" او فرقة من الجيش المصري الى المكسيك في القرن التاسع عشر ، تنتقد ارسال جنود الى نيجيريا في سيتينييات القرن الماضي "ايه يا خواتي الخيبة دي؟ دا انا ماعرفش فين نيجيريا على الخريطة" و بالطبع تنتقد ارسال جنود الى اليمن قبل حملة نيجيريا بعدة سنوات.كل هذا النقد و اكثر ، تنتقد الحكومة و عنفها مع المواطنين ، تنتقد الحكومة و اهمالها لمواطنين اكتسبوا الجنسية بحبهم لمصر و خدمتهم لها ، و لكن للاسف بدون أوراق تثبت انهم "مصريين" كذلك تتحدث عن عهد بديع كانت مصر و السودان بلدا واحدا ، و قمة الجرأة الان ، تنتقد عنصرية اهالي شمال السودان ذوو الدم العربي الافريقي المختلط ، الذين يعتبرون سكان الجنوب الافرقيين الخالصين "ادنى و أقل شئنا" منهم.في النهاية سرد ممتع من سلوى بكر اصبح نادرا هذه الأيام |