Monday, August 22, 2005
المصرية
في البداية أدين بالفضل ل صاحب الأشجار ، كان هو اول من أعلمني بوجود مكتبة ديوان ، التي اشتريت منها هذه الرواية .
منذ مده لم اقرأ رواية بهذا الطول ، المصرية رواية تتحدث عن فتاة مصرية كاثوليكية ، من أصل غربي تربت وسط عائلة غنية راقية ، تتحدث الرواية عن ما يحدث لها و لعائلتها في فترة مليئة بالأحداث من تاريخ مصر ، ماقبل دخول نابليون الى مصر ، حتى تمكن محمد على من العرش المصري ، الرواية تسرد للقارئ تاريخ الحملة الفرنسية في بساطة مذهلة ، بحيث يصعب نسيان تسلسل هذا التاريخ ، كذلك تعرض لنا وجهة النظر الفرنسية و المصرية معا بحيادية مطلقة ، طبعا مع اعتراضات كثيرة على المذابح التى ارتكبها قادة الحملة أثناء وجودهم في مصر ، كذلك الاعتراضات على الثورة الدموية للمصرين ، التى راح ضحيتها الكثير من المسيحيين المصريين ، لمجرد انهم مشتركين في الديانة مع المحتل الفرنسي.
هناك الكثير من الحوارات على لسان مراد باشا و كليبر و نابليون ، ايضا على لسان محمد على و غيرهم ، و تتضمن الرواية مقابلات بين الأبطال و بين شخصيات تاريخية ، و معلومات خاصة عن هذه الشخصيات التاريخية ، مما يجعلني اتعجب من أين حصل الكاتب على هذه المعلومات؟ و هل هي حقيقية؟
الرواية تذكرني بروايات نجيب محفوظ ، حيث الأحداث كثيرة ، مختلطة دائما بالاحداث التاريخية و متاثرة بها ، و لو أن درجة التأثير في كتابات محفوظ أقل ، المصرية أقل تعقديا من روايات محفوظ ، و تخلو تماما من المسحة الرمزية الموجودة دائما في أدب محفوظ ، و لكنها تشترك مع محفوظ في تقلبات الأحداث غير المتوقعة ، أو ما يسميه محفوظ "عبث الأقدار" .
ما احزنني ان الرواية مكتوبة في الأصل بالفرنسية ، و أنها من الروايات المشهورة في فرنسا ، و هي في الأساس تتحدث عن تاريخنا ، بينما لا نعلم عنها نحن شيئا ، و كأن الفرنسيين قرأوا كل شيء و بدأوا في قراءة تاريخ مصر ، هناك محاولات قليلة في مصر لكتابة روايات تاريخية بمثل هذه الصورة ، ربما اشهرها على الاطلاق "روايات تاريخ الاسلام" ل جرجي زيدان و التي اصبحت مؤخرا منتقدة ، نجيب محفوظ في بدايته حاول تنفيذ مجموعة روايات تحكي تاريخ مصر كاملا ، مقتديا ب السير والتر سكوت ، و لكنه فضل أن ينطلق بدون قيود في رواياته ، هناك أيضا باكثير الذي كان دائما ما يحكي التاريخ من وجهة نظر مختلفة عن وجهة النظر الرسمية ، يظهر واضحا هذا في الحاكم بأمر الله و رواية الثائر الأحمر ، حديثا كتب الغيطاني "الزيني بركات" نموذجا للرواية التاريخية حين يقصد بها الرمز الى الأحداث الجارية ، و ليس سردا للتاريخ ، لا أذكر أني قرأت روايات تاريخية بعد الزيني بركات ، ربما واحدة او اثنتين ، و لكن بالتأكيد ليس في روعة ما ذكرت سابقا.
المصرية
ل جيلبرت سينويه
ترجمة محمد بنعبود
منشورات الجمل 2004
posted by ربيع @ 8/22/2005 04:19:00 PM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker