تضامنا مع ابليس
هناك ما يسمى الرجل

الرجل مصطلح اطلقة ابطال الروك في امريكا ليصفوا بها شخصية معينة داخل المجتمع ، كذلك قامت بقية شعوب العالم بوضع اسماء و صفات اخرى للرجل ، ماعدا نحن
الرجل هو الشيخ في الجامع ، الذي يطالبك بفعل كذا ، حتى اذا فعلته فانه يطالبك بفعل أكبر ، و هكذا حتى تتحقق سيطرته الكاملة عليك ، و ليس الغرض من اوامره تحقيق مشيئة الله ، بل الأساس هو السيطرة
الرجل هو القسيس في الكنيسة ، الذي ينتظرك لتأتي معترفا ، هو يعلم و أنت تعلم أن لا فرق اذا اعترفت بالذنب أم لا ، و لكنه حريص على زيارتك الدورية و على سماع اعترافك ، ربما رغبة في حشر نفسه في أحوالك ، و لكن الأساس هو الرغبة في السيطرة
الرجل هو ناظر المدرسة ، يطالبك بالحضور في موعدك ، و عدم الزوغان و النط من فوق السور ، يطالبك أيضا بالمذاكرة و النجاح ، كل هذا ليس من أجلك أنت ، ليس من أجل التعليم أو رفعة شأن البلاد ، بل من أجل احكام سيطرته عليك
الرجل هو رئيسك في العمل ، بالتأكيد لن تتأخر صباحا ، و سوف تظل باقيا لساعة أو ساعتين بعد الظهر ، و بالطبع ستطيع كل الأوامر ، و ستنفذ كل الطلبات ، حتى لو تعارضت الأوامر مع افكارك أو أساسيات تخصصك ، حتى لو أدت الأوامر لخسارة في العمل أو لانهيار بطئ للشركة ، مع ذلك ستظل منفذا لهذه الأوامر ، لماذا؟ ليحكم سيطرته عليك
الرجل هو ظابط المرور ، قد يوقفك ليرى رخصة القيادة ، اذا وجدها منتهية قد يسحبها ، و اذا لمحت له انك من الممكن أن تعوضه ماليا فسيرضي ، ليس رغبة في المال ، و لكن لأنه بذلك سيظهر لك مدى سيطرته عليك ، و أيضا على القوانين التي يطبقها
الرجل هو الرئيس و رئيس الوزراء و الوزير ، لست بحاجة لاظهار كيف يريد هؤلاء السيطرة عليك
الرجل هو الجيش ، هو اللواء ، هو المجند ، و سلسلة من الأوامر تبدأ ولا تنتهي ، بدون حالة حرب و بدون تدريبات و مع ذلك فالأوامر من الواجب تنفيذها ، لأن هناك من يسيطر عليك ، فيجب أن تسيطر أيضا على شخص اخر
الرجل هو الصحفي ، من يخفى الحقائق أو يظهرها ، من قد يشهر بأحدهم لابتزازه ماليا ، و لكن تبقى الرغبة في السيطرة هي الأساس
الرجل هو الأب ، من يملي عليك ارادته حتى وفاته ، يمنعك و يسمح لك ، حجته دائما الخوف عليك من الغرباء و الأشرار ، و غرضة الأساسي السيطرة عليك
الرجل هو الرقيب الذي يحذف اجزاء من الافلام و القصائد و الروايات ، حتى لا تتفتح اعيننا على الحقيقة ، حتى لا نعلم فيفقد سيطرته علينا

مع وجود كل هؤلاء الرجال في العالم قلت الحريات ، و أصبح أي فعل غير مألوف مخالفا للقانون ، أو ربما فعلا شاذا غير مرغوب فيه ، أصبح المتميزون شاذين ، خارجين على المجتمع ، فحول الشخص أفعاله الى أقوال ، الى أغاني و أشعار و أفلام ، أو حتى الى كلمات متداوله في المقاهي و المجالس ، و عندما وجد الرجل أن كل ما سبق قد يطيح بسيطرته علينا ، منعنا من الغناء و الكتابة و الكلام ، منعنا من التعبير عن نفسنا ، فكتب كل منا مذكراته أو يومياته ، و لم يطلع عليها أحد ، ربما لأن الرجل عودنا على السرية و الكتمان ، و مع ذلك لم تعجب هذه الفكرة الرجل ، ففتح مذكراتنا و أخذ يقرأها ، و لما وجدها قد تقلل سيطرته علينا حذرنا من الكتابة ، حتى و لو لم نطلع علينا أحدا ، استسلم بعضنا ، و رضى بالهزيمة ، و لجأ بعضنا الى جدران الحمامات العامة ، مما يفسر مدى البذاءة المدونة على جدران الحمامات

ثم حدث الانقلاب ، هنا في الفضاء التخيلي ، الفراغ السيبري ، مجرة مايكروسوفت ، الشكبة العنكبوتية ، الصفحات الالكترونية ، الانطرنط ، النت ، الويب

نكتب ما نريد و نرسم ما نريد ، نبدع أشعارا و كلمات و نعلنها على الكل ، ليس لقراء بلدي فقط و انما للعالم كله ، نسمع الأغاني و نتبادلها ، نشاهد اللوحات المشهورة ، و نقرأ الروايات و الأشعار الممنوعة ، و مؤخرا نحصل على الأفلام بعد عرضها في الخارج بفترة قصيرة ، من مننا لم ير المصفوفة على جهازه؟ ، و عند الزنقة نتحول الى هناك

و لكن الرجل يحاول أيضا أن يمنعنا ، أنت ما زلتم صغارا ، مازلتم قاصرين ، لا تعرفون مصلحتكم ، هذا الموقع محظور سئ فاسد فاسق شاذ مدمر يودي الى الهلاك عاهر داعر مضر قاتل مهلك مفسد

طز فيك ، سنستمر في الكتابة ، سنكتب ما نريد ، و اطلق علينا ما تريد ، اباحية ايروتيكية الحاد وساخة شذوذ ، و كل الكلمات التي وضعتها انت في القاموس ، نحن ننتصر لأول مرة في التاريخ ، هذه هي البداية لانهيار سيطرة الرجل علينا

الرجل ينهزم