حاولت البحث عن المسرحية في الشبكة بدون جدوى ، أرى انه لا يمكن الحكم على أي عمل فني بدون الاطلاع عليه ، أتذكر الان ما حدث اثناء أزمة وليمة لأعشاب البحر ، الفرق هنا انني لم أر المسرحية سبب المشكلة
اليوم قامت خناقة و مظاهرة أمام كنيسة مار جرجس في الأسكندرية بحجة انها الكنيسة التي تم عرض المسرحية بداخلها ، طبعا اصابات بالجملة و قنابل مسيلة للدموع و حالات اغماء و كل هذا في رمضان
وجدت وصفا هناك لأحداث المسرحية ، و لم أجد ما يمكن ان يمثل نقدا للاسلام ، فالشخصيات جميعها موجودة في مجتمعنا ، الأمير و الأتباع و الفرد الذي يتحول لدين اخر رغبة في المال ، المسلمون الذين لا يفهمون شيئا في القران ، "كالحمار يحمل أسفارا" ، و يهتمون بالاعجاز العددي و العلمي و الزغلولي في القران ، و ينسون أن لكل اية سبب للنزول أو حادثة نزلت الاية من أجلها ، الأمير الداعي للجهاد ، الاشاعات التي تتهم المسيحيين بعبادة الأصنام و شرب الخمر عمال على بطال ، التمسك الزي الاسلامي و الوضوء و الصلاة و عدم الاهتمام بكل ما عدا ذلك من اخلاق اسلامية ، لم أجد شيئا جديدا فيما قرأته عن المسرحية
سبب الغضب هو أن المسيحيين هم من يتكلمون الان ، و ليس عادل امام مثلا ، و كعادتنا عندما نكيل كل الأمور بمكيالين ، فعندما يتحدث الأقباط في مصر عما يرونه مسيئا لهم نغضب و نثور و نطالب بالاعتذار
الواقع ان الأقباط يشتمون يوميا الاف المرات ، في الأحاديث الخاصة ، و في النوادي ، و المدارس و الجامعات ، هذا غير الاف الكتب و الشرائط المنتشرة في مصر و التي تنتقد كل كبيرة و صغيرة يقوم القبطي بفعلها ، بداية من التحريض على عدم تهنئته بالأعياد أو السلام عليه ، و انتهاءا بتكذيب الأناجيل و ادعاء أن المسيحيون حرفوا الأنجيل المنزل من السماء ، و هو ما يدل على فهم خاطئ تماما ، فالمسيحيون يؤكدون ان الاناجيل كتبها أفراد مؤمنون بعد وفاة المسيح ، و لم تكن قط منزله من السماء ، و لكن ودن من طين و التانية من عجين
يبقى الحال على ما هو عليه ، النار تحت الرماد مشتعلة و البداية كانت طعن راهبة ، التي قال القران عنها " ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون"
و المعنى واضح في الاية و لكننا نستكبر كالعادة
و لا يعلم أحد أين النهاية ، أو متى ينتهي الفتيل و تنفجر القنبلة