مازلت لا أفهم كيف حدث هذا؟ ، الأخوان يكتسحون البرلمان ، و يحصلون على نسبة ضخمة ، و يلغون تماما أي وجود لحزب معارض ، و يهددون سيطرة الحزب الوطني على المجلس تهديدا صريحا
البعض يقول انها نهاية الحزب الوطني و نهاية مصر أيضا ، و هو مخطط واضح و معروف من أمريكا و ربيبتها اسرائيل لايصال الاخوان الى الحكم ثم احتلال مصر كما حدث في العراق ، اخرون يقولون أن الحكومة سابت الحبل على الغارب حتى تتنيل أمريكا على عينها و تبطل تنادي بالديمقراطية ، ادي ميتيين ام الديمقراطية وصلت الاخوان للحكم ، ايه رايكم بقى؟ ، طبعا مؤيدي الاخوان بيقولوا ان ده شيء طبيعي ، و لأننا نزلنا لله فقد نصرنا الله ، و سوف ينصرنا الله باذن الله
في جميع الأحوال أعرف أن السنوات الخمس القادمة ستكون سنوات سوده ، الخلافات بين نواب الاخوان و بين نواب الحزب الوطني سوف تصل الى الذروة ، الاستجوابات التى سيقدمها نواب الاخوان الى وزير الاعلام و الثقافة و وزير الدنجان المقلي ، بسبب روبي و نانسي و غيرهما من المصائب التي تهدد الأمة ، هذه الاستجوابات ستصب حتما في خانة الاخوان و ستكون نقاطا في رصيدهم المتزايد لدى الناس ، مع علمنا بهيافتها و عدم وجود فائدة منها
قرأت كلام ابليس ، و لا أجد ما اضيفه ، كيف لا ينظر الناس الى برنامج الحزب الوطنى المنطقي الواقعي و ينظرون الى برنامج الاخوان الفنتازي المنفصل تماما عن الواقع ، و اضافة على ما قاله ابليس ، اود أن اسأل نواب الاخوان بعض الأسئلة
ما هو موقف الاخوان من علاقتنا مع اسرائيل ، هل ستظل اتفاقيات السلام أم ستلغى؟
ما هو موقف لاخوان من أمريكا؟ هل هناك تأييد أمريكي حقيقي للاخوان أم أنها اشاعة؟
كيف سيحل الاخوان مشكلة البطالة؟
هل هناك حلول لاستهلاك المياه المرتفع؟ هل هناك خطة لترشيد الاستهلاك؟
هل هناك خطة لتنظيم الصناعة في مصر؟ هل هناك اتجاه لايجاد صناعة متخصصة نحتكرها نحن و نصدرها لبقية بلدان العالم؟
ماذا عن الفوائد الربوية ، هل ستتم مصادرة الأموال الموضوعة في البنوك الحكومية على شكل شهادات استثمار و مدخرات ؟ ، أم انها ستسلم الى اصحابها ؟ و اذا تم تسليمها هل لدى الحكومة الاخوانية في الخزانة ما يكفى لسداد هذه الأموال؟
ماذا عن نواب القروض؟ أو أي شخص أخذ قرضا أو دينا و لم يرده ، على حد علمي لا توجد عقوبة في الاسلام لمن لم يرد دينه.
هل سيتكمن الاخوان من تخريج شاب يحمل شهادة الثانوية العامة ، مستفيدا فعلا من ما درسه من علوم؟ هل سيتمكن الاخوان من الغاء الدروس الخصوصية؟
هل سيتمكن الاخوان من مواجهة انفلونزا الطيور؟
ماذا عن العلاقة بين المسلمين و المسيحيين في مصر؟ هل سيتكمن الاخوان من نزع فتيل الأزمة؟
بناء كنيسة اليوم يستلزم توقيع الرئيس شخصيا ، هل سيوقع المرشد يوما على قرار بناء كنيسة؟
هل سيتم تخفيض الضرائب؟
اليوم التهرب من الضرائب يعتبر جريمة أخلاقية ، هل سيتم تغيير ذلك؟
أم أن الضرائب ستستبدل بالزكاة؟ ، هل ستحصل الحكومة نسبة 2.5 % من أموال المواطنين على أنها "زكائب" ، هلى ستكفى هذه النسبة لادارة شؤؤن الدولة؟
ماذا عن المتهربية من أداء ال "زكائب"؟ هل سيتم اعدامهم لردتهم؟
هل سيتم ضرب أبو الهول بالمدافع؟
ماذا سيفعل الاخوان أمام السحابة السوداء؟ ما هي خططهم للتقليل من مضارها خلال السنوات القادمة؟
هل سيتم تدمير السد العالي و تشريع صلاة الاستسقاء كبديل شرعي لمشكلة فيضان النيل؟
هل سيتم صرف سواك و قدح من بول الابل و نصف قدح من البان الابل و مكيال حنطة لكل طالب في الابتدائية؟
هل سيعدم نجيب محفوظ؟
ماذا عن حسام حسن؟
و السؤال الأهم
هل يخطئ الاخوان؟
اذا أخطأ الأخوان معاذ الله هل سيعترفون بالخطا؟
هل سيقف فريق من الاخوان في وجه الفريق الخاطئ؟
بعيدا عن كل هذا ، في يوم من الأيام فامت في مصر ثورة بيضاء ، سموها ثورة 23 يوليو ، عادت هذه الثورة كل رموز العهد السابق ، الملكية و الرأسمالية ، نشرت صور قمصان نوم الملكة و الأميرات في المجلات على أمل التشهير بهم وسط الناس ، أطلقوا ملايين الاشاعات على الأسرة المالكة ، عادوا كل مظاهر الدمقراطية و كان رأيهم أن الشعب ما زال طفلا و نحن نعرف مصلحته أكثر منه ، دخلوا حروب و خسروها ، و دخلوا حروب اخرى و خسروها أيضا ، مميزات كثيرة و لكن المصائب أكثر ، في النهاية و بعد وفاة عبدالناصر قام السادات بكل تفان بتحطيم كل ما بناه عبد الناصر ، عاد الى الرأسمالية ، عاد الى مصيبة توريث الحكم ، أو على الأقل توريث مراكز القوى ، عاد الى الديمقراطية - ماحدش يضحك - صافح رئيس الوزراء الاسرائيلي ، و كأن كل ما فعله كان يقصد به مخالفة عبدالناصر
أعرف أن يومخ الاخوان قد اقترب ، بعد وصولهم بعشر أو عشرين سنة سيأتي أحدهم ليدمر كل ما بناه الاخوان ، طبعا الحزب السياسي الذي يؤثر النظر في كليبات روبي على النظر في الشؤون الأخرى سيكون مصيرة الفشل التام ، هم يرغبون في اقامة "مصر" محجبة ، سيقيم هو "مصر" عاهرة لمجرد مخالفتهم ، هم يريدون مجتمعا اسلاميا ، سيقيم هو مجتمعا ملحدا