Sunday, April 16, 2006
عزيزي مينا كل سنة و انت طيب
عزيزي مينا كل سنة و انت طيب .
اليوم سمعت عن أحداث مؤسفة في الاسكندرية ، احدهم قتل مسيحيا كان منتظرا أمام الكنيسة ، شاهدت صورة ابن القتيل و هو في حالة غضب ، كالعادة تخيلت أحدهم يقتل أحد أقربائي و هو خارج من المسجد ، حزنت كثيرا بعدما قرأت رد فعل الناس على أحد المدونات ، حزنت أكثر لأني لن أستطيع عمل أي شيء.
أتذكر يوم كنا نتحدث عن الانتخابات الرئاسية ، و كلامك بأن مبارك هو أفضل من يحكمنا ، و كلام الكثير من الأقباط المماثل لكلامك و أن اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش ، و أتذكر بعجب كيف أنك راض عن تولي جمال مبارك للحكم بعد أبيه ، أتذكر أيضا رأيك الغريب في أحقية اسرائيل لبعض الأراضي الفلسطينية.
أتذكر كل هذا و أحاول أن أجد مبررا لهحوم اليوم ، هل رأيك المعارض دوما لرأي الأغلبية هو السبب؟ لا أظن فكلنا نعرف السبب ، و لكن أليس من حقي أن أعتب عليك قليلا؟ ألا ترى أن المتشددين على الجانب المسيحي أكثر منهم على الجانب الاخر ، أعلم ردك مسبقا ، فكلنا نرى المسيحيين على خطأ ، و لكن ألا ترى أنكم ايضا ترون أننا على خطأ؟ ، أسأل نفسي أيضا لماذا نغضب هكذا حينما نناقش مثل هذه المسائل ، بل لماذا نرى عيوب غيرنا و لا نرى عيوبنا ، هل تذكر النقاش الطويل حول كيفية تحول المسيح الى اله؟ كنا في الكلية وقتها و ثار النقاش طويلا بين مسيحي و مسلم ، و كان رد المسيحي دبلوماسيا للغاية ، بينما كنت سأرد لو كنت مكانه بالسؤال عن حوادث مثل الاسراء و المعراج و شق موسى للبحر.
هل نرد العنف بالعنف؟ أم يجب علينا أن نهادن و نستسلم؟ هل الجميع في جانب واحد؟ هل يرى المسلمون أن الهجوم الأخير على كنائس الاسكندرية حلال بل و مرغوب؟ أم يرى بعضهم ذلك؟ أم يرى كلهم عكس ذلك؟ و بالمناسبة هل ستتحرك كتلة الاخوان في البرلمان لتأمين دور العبادة في مصر؟ هل سيمشى البودي جارد مع رجال الدين من الان فصاعدا؟ ، التعليقات التي سمعتها من المسلمين حتى الان لا تدين الفعل على الاطلاق كلها حيادية وملساء و ناعمة و زلقة و رطبة و ثعبانية ، تعليقات يهود ، تعليقات ناس تعودوا على المراوغة .

"دول كانوا زمان مابيفتحوش بقهم ، بس دلوقتي امريكا معاهم"
"يا اخي موش كفاية مسيطرين على اقتصاد البلد؟"
"شوف كل دكاترة الصيدلة مسيحيين ، عشان يتحكموا في الدوا و العلاج"
"يا عم دول موش بيبنوا كنايس دول بيبنوا قلاع ، الحيطان بيصبوها خرسانة مسلحة بدل الطوب ، عشان ماحدش يعرف يهدها"
"اصلا دول دخلاء علينا ، احنا الأصل"
"ماهو اصلهم بيدوا دروس في الكنيسة ، يخلوا الطلبة تدخل تسمع الاجابات في الورقة"
"بس ادارة الكلية جدعة ، فاكر لما مارضوش يعينوا بيتر معيد؟"
"و ايه يعني حد الزعف ده كمان؟"
"و ايه الزعف ده بيعملوا بيه ايه؟"
"قال يعني هي دي صورة العدرا و صورة عيسى؟"
"و الله الواد رامي ده طيب و مؤدب ، بس خسارة مسيحي"
"مؤدب ايه ياعم ده خبث انت موش واخد بالك"
"و الله الواد رامي ده طيب و مؤدب ، بس يا خسارة الصيام الكتير ده موش هاينفعه"

بينما التعليقات المنشورة هنا في المدونات تختلف تماما ، هل هو نفاق؟ مزايدة؟ هل المدونون متحضرين زيادة عن باقي الشعب؟
كيف سنحل الأزمة يا مينا؟ هل يلزمنا حرب أهلية كما حدث في لبنان و كما يحدث في العراق لندرك مدة أهمية كل طرف للاخر؟ هل سأموت يوما و أنا أواجهك يا مينا؟
ألم نذاكر معا؟ الم ننجح معنا؟ و لكن اليوم أنا الغلطان ، ليس لأن أحدهم فعل كذا و كذا ، بل لأني لم أبذل مجهودا لمنعه ، سمعت بأذني التحريض و لم أتكلم ، رأيت بعيني سوء المعاملة و لم ادافع ، حينما كنت أصحح غلطة املائية في شهادة ميلادي فوجئت بسيدة قبطية تحتوي شهادة ميلادها على 15 خطأ املائيا ، هل هي صدفة؟ و كان الموظف متعاونا تماما فأبلغها أن الحل لا يوجد في العباسية بل في باب الخلق ، أخبرته بكل هدوء أنها لن تصحح الخطأ ، ستبقى الشهادة كما هي .
الكثير و الكثير من الحكايات التي تظهرني مخطئا ، و مثلها تظهرك مخطئا ايضا ، متى سنسامح بعض ؟ هل سأتمكن من النظر في عينك بعد اليوم؟ هل سنلقى النكات سخرية من الشيوخ المتشددين و من القساوسة المجانين؟
لماذا هذا الصراع على الدين؟ المسلمون يرغبون في رؤية البشر كلهم مسلمين ، و المسيحيون كذلك ، و بالطبع يستلزم هذا القدح في عقائد الاخرين ، كلهم خكة الا أنا!!! ، و لكن لماذا ؟ هل نريد الجنة مزدحمة؟ هل نريد النار شاغرة؟
تخيل معي الموقف الكوميدي ، نحن نؤمن بأنكم خاطئون و أن الهكم خيالي ، و انكم ستدخلون جهنم ، أنت تؤمنون بأننا مؤخطئون و بأن النبي محمد كان يهلوس و يؤلف القران ، و أن مصيرنا و مصير نبينا جهنم ، (انظر الكوميديا الالهية) ، من منا على صواب ؟ ، و كيف يتمكن المصيب من اقناع الاخر ، ربما اذا اقتنع طرف بالاخر تنتهى المأساه ، و بعد ذلك بالطبع تظهر التحزبات داخل الدين الواحد ، بل داخل الحزب الواحد ، اليس الاختلاف حق لنا جميعا؟
اقترح أن تقوم الحكومة بالغاء الاختلاف ، و نبدأ بالأسماء ، فلنسمى كل الذكور باسم واحد ، و الاناث...، لا فلنسمى كل المواطنين بأسم واحد ذكورا و اناثا ، ثم نجري عمليات تجميل للكل ، لكى نصبح متماثلين حتى في الشكل ، سنجري أيضا عمليات تجميل للاصابع ، حتى تصبح كلها في طول متساو و شكل موحد ، حتى نلغي المثل الشعبي الغبي ، ايضا سنقوم بتوحيد الكلمات و اختصارها الى كلمة واحدة تحتمل كل المعاني ، سنتعلم كلنا تعليما متماثلا ، و نتخرج في كلية واحدة لنعمل عملا واحدا .
بعد ذلك سيظهر أيضا مختلفون ، قلة منحرفة و مختلة عقليا ، سيحاول أحدهم اغتيال الرئيس ، الاخر سيفجر اتوبيس سياحي ، ثم ياتي احدهم ليحمل سيفا و يركب عصاية مقشة و يدور ليطعن كل من يقابله من "المختلفين" ، ساعتها ستقوم الحكومة بقتل كل هؤلاء ، لتحافظ على بلدنا موحدة ، متماثلة .
عزيزي مينا كل سنة و انت طيب .
posted by ربيع @ 4/16/2006 10:09:00 PM  
1 Comments:
  • At 1:46 AM, Anonymous Anonymous said…

    عزيزى ربيع
    للمره الولى اشغر بالاحترام الحقيقى لك ولافكارك!!فلقد لحظت تحيذك ضد بعض الافكار فى مقالات سابقه!!!ولكنك الان تبدو اكتر حياديه وموضوعيه !!!وانا اويدك فى كل ماقلته....رحمنا الله اجمعين وشكرا

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker