أول ما قرأت لابراهيم عيسى كان رواية دم على نهد ، اعجبت كثيرا بجرأته ، و لم اجد أي موهبة روائية في الكتاب ، وقتها لم أكن أعرف ابراهيم عيسى الصحفي ، ربما كان هذا منذ عشر سنوات أو أكثر ، و خلال هذه الفترة صعد نجم ابراهيم عيسى حتى أصبح رئيس صحيفة ممتازة ، يمكن قراءة كل صفحة فيها بدون الشعور بالملل – الاعلانات قليلة جدا في الدستور ، بعكس الأهرام مثلا – بنى ابراهيم عيسى سمعته على أنه معارض عنيد للحكومة ، صحفي لسانه طويل و لا يد له – يضرب بها أو يرتشي – مقالاته سيخ ساخن مغروس في مؤخرة الحكومة العذراء – عذراء دي مبالغة شوية – و خلفه طقم معتبر من الشباب و المخضرمين ، يبهروننا كل اسبوع بمادة ساخرة ناقدة لحياتنا ، أحلى ما في الجريدة تميزها ، فالمقالات كأنها تأتي من بلد اخر ، لكتاب غير مصريين ، حتى الكاريكاتير لم يتأثر بالأصول الكلاسيكية للكاريكاتير المصري . كثيرا ما تعجب أحد أصدقائي من هذا الابراهيم العيسى ، سايبينه ازاي؟ ماحدش حبسه لغاية دلوقت ليه؟ ، و صديقي في تعجبه محق تماما ، فبعد عاصفة انتقاد الرئيس طوال السنتين الماضيتين ، يحق لسيادة الحكومة المجيدة خوزقة ابراهيم عيسى كما تريد . ربما أصبح ابراهيم عيسى شخصية لامعة الان ، فهو يكتب في عدة صحف ، يقدم برامج ذات مواضيع شائكة ، يكتب كتب جميلة ، و يبدع روايات "مستعجلة" كل هذا جعله مميزا و مشهورا ، و جعل اقتراب الخازوق منه صعبا ثم يأتي الخازوق أخيرا ممثلا في حكم محكمة يقضى بحبسه ، عشان مش عارف حمار مين راح و رفع قضية عليه و هو يصرخ بحرقة ، اي لاف هوكوما ، فك مي هوكوما ، اي ام يور فكين سليف هوكوما ، و هكذا و بعد طول انتظار ينجح احد المنايفة – أكيد أخينا ده منوفي – في اسقاط ابراهيم عيسى......على الخازوق |
ابراهيم عيسى هو كمان منوفي، الحكاية كلها منايفة في بعض .