Thursday, July 06, 2006
جماعة العقيد عباس 2
ككل يوم يزدحم الشارع أمام القسم ، يقف الكثيرون مقابل بوابة القسم ، في انتظار خروج أحد أقربائهم ، أو في انتظار انتهاء كتابة محضر ما ، تجدهم دائما مذهولين بلا تعابير على وجوههم ، ربما غاضبين ، أو خائفين .
يأتي ضابط شاب راكبا سيارة حديثة ، يركن سيارته أمام سور القسم ، بينما ينزل في هدوء ينظر الناس اليه ، بعضهم يرى في أناقته عنظزة و غرور ، بينما يرى البعد هيبة الدولة متمثلة في الشاب الحيوي الأنيق ، تمر عربة كارو محملة ببواقي كسر سيراميك و طوب ، العربة يجرها حصان هزيل جدا ، يتحرك بصعوبة من فرط ثقل حمولته ، يتوقف مرور السارات أمام القسم فتتوقف الكارو تماما ، ينظر الضابط الشاب نظرة قرف لسائق الكارو ، و يشير لعسكري امارا اياه بتحريك الكارو من أمام بوابة القسم ، يتقدم عسكري اخر بسيارة و يقف أمام باب القسم بجانب الكارو ، يظهر أنه يجهز السيارة لأحدهم ، يسخنها و يخرج ليمسح الزجاج الأمامي استعدادا للانطلاق ، ما ان تتحرك السيارات حتى يبدأ سائق الكارو في ضرب الحصان بعصا غليظة يحملها ، و يبدأ العسكري في شتيمة سائق الكارو ، يتصاعد صوت العسكري و صوت ضربات السائق على كفل الحصان ، فجأه و بدون مقدمات يحدث كل شئ مرة واحدة ، يخرج العقيد عباس من بوابة القسم باتجاه سيارته ، ينقطع السير الذي يربط الحصان بالعربة فينطلق الحصان جريا في الشارع ، و تنقلب العربة و السائق تحتها ، و يتناثر كسر السيراميك و الطوب في عرض الشارع امام القسم ، يقفل العقيد عباس باب السيارة و يحاول التقدم بالسيارة و لكن الشارع متوقف تماما ، يظهر ثلاثين أو أربعين شخصا من الشوارع المجاورة ، القليل منهم ذو مظهر محترم ، و الغالبية ملابسهم مهلهلة و لحاهم و شعورهم طويلة ، يهمهمون بكلمات غير مفهومة ، يحيطون بسيارة العقيد عباس بدون أن يحاول أحدهم أن يلمسها ، يقفون صامتين تماما حول السيارة ، يحدقون في العقيد عباس .
نظر أحد العابرين الى المشهد و قال لرفيقه : دول جماعة العقيد عباس.
posted by ربيع @ 7/06/2006 08:21:00 AM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker