Friday, July 14, 2006
جماعة العقيد عباس 5
الزحام على أشده ، لا مكان لقدم في الشارع ، الغريب أن الساعة كانت السابعة صباحا ، و الشهر يوليو ، اجازة الصيف بدأت و الدنيا فاضية في الصباح الباكر ، الا شارعنا ، على مد البصر رجال واقفين على الرصيف و على الأسفلت ، عدد لا نهائي ، كانوا يأتون من الشوارع الجانبية ، يقف اتوبيس لينزل منه العشرات ، يقفون مع المجموعة التي تزداد و تزداد ، تقف سيارة مرسيدس بيضاء ، ينزل صاحبها و يترك الباب مفتوحا بلا اهتمكام ، ليقف مع الواقفين ، الزحام يزداد و يزداد ، الوقفة في البلكونة تمكنني من مشاهدتهم جيدا ، يبدأون في الانتظام ، يتجمعون عند مدخل العمارة ، صامتين تماما بدون همهمات أو أي صوت ، تأتي سيارة أمن مركزي ضخمة ، يتبعها واحدة و اخرى ، لا أعرف العدد تماما ، ينزل الجنود ليبدأون بضرب الواقفين فورا ، لا يرد الواقفون الضرب ، لا يرفعون حتى أيديهم ليدافعوا عن أنفسهم ، يتكتل الجميع ، لا يستطيع الجنود اختراق المجموعة ، أظن أن الجنود يحاولون الوصول الى بوابة العمارة ، و الواقفين يحاولون منعهم ، أرى أحدهم يخرج من بوابة العمارة ، يحمل مسدسا و يضرب طلقتين في الهواء ، يصرخ في وجه المتجمعين عند البوابة و لكنهم لا يتحركون ، يرفع المسدس و يضرب عدة طلقات على الواقفين ، يسقط منهم خمسة أو سته ، يقترب منه بعض الواقفين ، يسحبونه وسطهم ، بينما يزداد ضرب العساكر للواقفين على الأطراف ، يختفي الرجل وسط الواقفين تماما ، يبدون أنهم يتزاحمون عليه ، أسمع صوته و هو يصرخ غاضبا ، ثم يتحول الصراخ الى استغاثة ، ثم الى عويل و نحيب ، ثم يتوقف فجأة.
يبدأ الواقفون في التفرق ، يبدون أنهم ضربوا الرجل حتى اغمي عليه ، لا يسطيع الجنود السيطرة عليهم ، يرحل اخر الواقفين ليترك الشارع خاليا و الجنود متعجبين ، فلا أثر للرجل على الاطلاق.
في اخر الشارع ، أرى أحد الواقفين يخرج من قميصه عصا ملوثة بالدماء ، ادرك بعد ذلك أنها عظمة ، ارى زميله يخرج مثلها ، و اخر يمسك قطعة ملابس مهلهلة ، ارى أحدهم يمسك قطعة لحم دموية ، يسيل الدم منها ، و يبدأ في قضمها.
posted by ربيع @ 7/14/2006 11:28:00 PM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker