و عاش عمرا طويلا ، كتب فيه الكثير و الكثير ، و رأي الدول تنهار و تقوم و هو صامت هادئ ، لا يكتب الا بعد تمام النظرة ، لم يكن يتعجل الامساك بالقلم ، بل انه قضى وقتا طويلا بعيدا عن الكتابة ، ثم عاد ليكتب عندما فهم ما يدور حوله ، انتقد الجميع و لم يرحم أحدا ، مع أن أحدا منهم لم يقدر على معاداته ، كلهم تمسحوا فيه مع أنه لم يمتلك مالا ليغدقه عليهم ، و لم يجلس على كرسي الحكم ليستفيدوا منه ، بل أن الحكام استفادوا هم من استفادوا منه كان الجميع يشهد له بالتواضع ، كان بسيطا في كلامه و ملبسه و هيئته ، و لكنه كان عملاقا فيما يكتب ، و لما قلنا أننا سنموت قبله ، و أن الله كتب له العمر الطويل ، فوجئنا بموته الذي أحزننا جميعا ، رحم الله نجيب محفوظ |