تعجبت كثيرا لما سمعت عن موضوع انشاء محطات طاقة نووية في مصر ، و كأننا كنا ننتظر أن يفكر جمال مبارك بالأمر ، و كأن الموضوع لم يكن في بال المصريين؟ و متى أعلنت الحكومة الأمريكية تأييدها للمشروع؟ كلنا نعلم أن المصريين لا يعنيهم في شيء وجود محطة طاقة نووية من عدمه ، المهم هو الحصول على أسلحة نووية ، ليه اغاية دلوقتي موش عارف!!! ، و موش عايز اسمع الكلام بتاع سلاح ردع و بدنجان مقلي ، المهم ان صاحب الأشجار كتب تدوينة عن شرور المحطات النووية ، بداية من تكاليف الانشاء الباهظة ، وصولا الى المخاطر المحيطة بالنشأة النووية على الدوام ، و التي تقنعني أنا شخصيا بالتنازل عن خيار و جزر و سلطة السلاح النووي كلها. انتهيت منذ اسبوع من قراءة كتاب جديد قديم ، نشر بلغات مختلفة منذ مده و لم اجده في المكتبة العربية الا مؤخرا ، "لحظات غرق جزيرة الحوت" نصوص قصيرة لمحمد المخزنجي ، كتبها واصفا ايامه في كييف عاصمة اوكرانيا ، مباشرة بعد حادثة تشرنوبيل ، و لا نبالغ اذا قلنا أنها كانت أياما سوداء ، بداية من تهجير الأطفال و حتى الغسيل المستمر و المتواصل لكل شيء ، الأشجار و الأحذية و البيوت ، كل ذلك بغرض التخلص من الغبار المشع ، حالات الاجهاض المتعمد الكثيرة ، خوفا من ولادة أطفال مشوهين ، و طبعا ما لم يذكره الكتاب بعد ذلك ، حالات التشوه الكثيرة التى نراها الان في اوكرانيا ، كل هذا حدث بسبب أحد الفنيين في محطة تشرنوبيل. ما لم أفهمه ، كيف لدولة تجد صعوبة بالغة في ادارة أي شيء ، القطارات ، الطرق السريعة و البطيئة ، المستشفيات ، الجامعات ، مباريات كرة القدم ، التوسع العمراني ، التجارة ، توصيلات المياه ، شبكات الصرف ، كيف تفشل الدولة في ادارة كل هذا و نتوقع منها أن تنجح في ادارة محطة طاقة نووية؟ ثم لماذا محطة طاقة نووية اذا كان الغرض منها غرضا سلميا فقط؟ المصريون سيؤيدون جمال مبارك في حالة اعلانه انتاج سلاح نووي ، اما المحطة السلمية فهي غير مهمة بالنسبة لهم ، بل الأصح الاعتماد على مصادر طاقة غير ناضبة ، صاحب الأشجار اقترح طاقة الرياح ، و هناك الكثير غيرها مناسب لمصر ، الطاقة الشمسية و طاقة التيارات البحرية ، و هناك أيضا طاقة السد العلي و قناة السويس ، و التي نستفيد منهما فعليا في تغذي مدن الصعيد و مدن القناة بالطاقة ، أقصد أننا مشينا شوطا كبيرا في استخلاص الطاقة من مصادر صديقة للبيئة و متجددة باستمرار ، فلماذا لا نكمل في نفس الاتجاه؟ |
تطلع ايه طاقه قناه السويس؟