Saturday, January 20, 2007
عن كريم و ما يفعله

لا أذكر التعبير الذي استخدمه جار القمر سابقا و هو يصف كريم بعدما تم القبض عليه اخر مرة ، المضمون ان كريم شخص بيدور على مشكلة
ببساطة كريم يخترق قوانين مصرية ، الاتهامات الموجهه اليه هذه المرة موجهه من النيابة ، و سينظر قاضي في هذه الاتهامات و سيسمع مرافعات للدفاع ، و سيسمع طلبات النيابة ، و سيبقى أن يحكم عقله و يعلن الحكم ، الاتهامات حسب جار القمر هي ازدراء الأديان و اهانة رئيس الجمهورية و محاولة بث الفتنة و الفرقة الطائفية و تكدير الرأي العام ، التهم كلها مطاطة و غير مفهومة ، ليست مثل الشروع في القتل مثلا ، أنا لا أفهم معنى كلمة ازدراء الأديان ، ازدراء لها معنى واحد في معرفتي اللغوية ، القرف ، و انا لا أفهم كيف يعاقب قانون وضعه شخص عاقل على "القرف من شيء" ، انا مثلا أقرف من الكوارع ، فاذا حكم مصر رئيس يحب الكوارع ، أو عين أحد المشرعين الذين يحبون الكوارع ، فسيكون مصيري السجن؟ أما بالنسبة لاهانة الرئيس فأظن أن الأولى بالنيابه توجيه الاهانة لكثير من المصريين الماشين فوق التراب و الراقدين تحته أيضا ، و موضوع بث الفتنة موضوع غريب بالمرة ، كريم هنا يجاهر بعدم انتمائه للاسلام ، طيب هو يبث الفتنه بينه و بين المسلمين؟ أم بين المسلمين و سكان المريخ؟ أم بين من و من؟ ، أما تكدير الرأي العام فأظن أن هذه التهمة يمكن توجيهها الى لاعبي نادي الزمالك بجدارة
يضع المشرعين أحيانا قوانين مطاطية ، قوانين لعبه ، الغرض منها عقاب أفراد قليلين جدا في المجتمع ، هم لا يسببون ضررا ماديا مباشرا ، و ربما كانت افعالهم عند البعض مفهومة و مقبولة ، كسعد الصغير في أفراحه و لياليه الملاح ، و لكن و على كل حال يجب تقيدهم او عقابهم ليخاف الباقي ، بالطبع أنا لا أدعو لمحاكمة سعد هنا ، الموضوع أهيف من أن يتم الانفاق عليه أصلا ، انا هنا اتكلم عن القوانين اللعبة و مدى جدواها
المشكلة ان تشكيلة التهم متنوعة فعلا ، منذ فترة تمت محاكمة الكاتب المصري صلاح الدين محسن بتهم مشابهة ، أظن أن القاضي برأه من التهم المتعلقة بالدين ، و ادانه في التهم المتعلقة ببث الفتنة و ما شابه ، لا أتذكر التهم و لا أجد رابطا لها ، المصيبة هنا انه خرج مذنبا ببعض التهم ، لم يستطع القاضي تكفيره - أظن ان ازدراء الأديان مساو للتكفير - ربما خوفا على حياة الكاتب ، أو ربما لأنه يفهم غرض المشرع من وضع مثل هذه القوانين ، النيابة أيضا بالتأكيد تفهم الغرض ، و لذلك هي تحضر لكريم كوكتيل تهم ، يصعب تبرئته من جميعها
قبل ذلك وقف كتاب مصريون في وجه الرأي العام ، ربما أولهم و أشهرهم اسماعيل ادهم ، و ياتي بعده كثيرون ، أكثر من ظلموا كان دكتور نصر حامد أبو زيد ، المذنب المفرق بينه و بين زوجته حسب القانون المصري العقيم ، يا مشرع أفندي ، اليس من الأولى حسب الشريعة قتل المرتد بدلا من التفريق بينه و بين زوجه؟ ، هناك أيضا سيد القمني الذي اثر السلامة و بطل كتابه من أصله و قال يا روح ما بعدك روح ، حاليا صلاح محسن ترك البلاد و انطلق شاتما في كل شيء يتعلق بالاسلام و مصر و المصريين ، يا مشرع أفندي ، هل منع قانونك صلاح محسن من الكلام؟ هل كان عقابه سببا لتوقفه عن الازدراء؟
أنا لا أفهم التهم المتعلقة بالمشاعر ، و الأخرى التي قد تحوى اتهامات نسبية ، اهانة الرئيس عندنا قد تعتبر نكتة بريئة عن الرئيس في بريطانيا ، بينما القتل واحد في البلدين
و لكن ، اليس من المفروض احترام القانون؟ بالتأكيد نعم ، هو قانون غبي و فاشل و غير منطقي أو عقلاني ، لكن يجب احترامه ، غدا سنرى أحدهم يخرج و يقتل الناس و يقول أنا لا احترم قانون معاقبة القاتل ، لا ، أظن أني احترم هذا القانون الخايب ، الى أن اغيره
المفروض أني أستطيع تغيير مثل هذه القوانين ، أقول المفروض لأني في الحقيقة لا أستطيع ، أنا أصلا لم اشارك في وضع أي منها ، كذلك لم أرشح احدا تتفق أفكاره مع أفكاري لوضع هذه القوانين ، الموضوع كله وصاية ، مجموعة من الوصاه يرون أن القانون الفلاني مفيد للمصريين ، أما رأي المصريين؟ فهو بالطبع غير مهم ، ماعندهومش وعي
هناك قوانين عديدة تحتاج الى مراجعة ، القتل الخطأ ، جرائم الشرف ، جرائم المصنفات الفنية ، الاختلاس ، الاتجار بالمخدرات ، جرائم الاحداث ، قوانين الاحوال الشخصية ، و غيرها الكثير ، تحتاج الى مراجعة نصوصها أو عقوباتها ، أو ربما الغاء القانون من الأصل
أظن أن سيناريو صلاح محسن سيتكرر مع كريم ، القاضي لن يرى أن رميه في السجن لبضعة شهور مضر له بقدر ما هو مفيد للمجتمع ، سيخرج كريم بعد ذلك ليستمر في ما كان يفعل ، و ربما سافر الى مكان اخر حيث ستزداد نبرته بدون امل في الوصول اليه
هناك أيضا هجوم من الكلاب الاعلامية على المدونين ، و للأسف هناك بعض المدونين قرف من الموضوع و ربما ابتعد عن التدوين ، هناك ايضا عدم فهم مصري معتاد للتدوين و هو شيء جديد تماما عليهم "توقل اللي انت عايزه؟ ازاي تقول اللي انت عايزه!!" ، ربما محاكمة كريم بداية لمحاكمات اخرى تدين المدونين بشتى التهم ، كلام جار القمر و علاء صحيح ، ليس فقط كسابقة قاضئية ، و لكنها ستشوه صورة المدونين في أعين المصريين ، فاكرين قضية عبدة الشيطان؟

ملحوظة : لم احذف تعليقا قبل ذلك ماعدا السخام ، أي تعليق عن كفر كريم سأعتبره سخاما
و بروح ام اللي مش عاجبه ، انا باحط قوانين مطاطية في مدونتي

posted by ربيع @ 1/20/2007 12:45:00 PM  
2 Comments:
  • At 2:22 PM, Blogger قلم جاف said…

    درست أن القاعدة القانونية عامة ومجردة..

    وأعلم أن الهدف من تجريم ممارسة "ما" في القانون لا يخرج عن منع ممارسة ما لها أضرارها على النظام العام والسلام الاجتماعي وحماية المجتمع منها ولردع الفاعل..

    طبقاً لما أعلم فإن العديد من القوانين فعلاً بحاجة إلى التغيير بما أن المجرم المحترم يعود بعد العقوبة ليخرج لسانه للمجتمع ويعود بنفس الجرم مرة أخرى..

    لكني أرفض النظر لفكرة القانون على أنها وصاية على المجتمع ، تخيل مجتمعاً بلا قانون ..

    الوازع الداخلي وحده لا يكفي لمنع طلاب من الغش الجماعي في غرفة الامتحان التي لا يوجد بها مراقب واحد .. لهذا السبب برأيي المتواضع احتوى الدين جوانب تشريعية وإعلانات مبادئ وعرفت البشرية التقنين منذ حمورابي وحتى الآن..

     
  • At 3:17 PM, Blogger ربيع said…

    عندما ذكرت الوصاية كنت أقصد وصاية الأب على ولده غير العاقل ، أو على ولده الصغير ، و بما أن القانون وضع لجماية المجتمع ، فالمجتمع هو أجدر الأطراف بتحديد أهمية قانون ما من عدم أهميته
    حتة ان القوانين في حاجه الى تغيير حقيقية طبعا ، في الطبيعي لن يتفق السبعين مليون مصري على قانون واحد ، بالتأكيد يجب أن يرضى الأقلية برأي الأغلبية ، بمعنى الامتناع عن الممارسات التي يجرمها القانون المختلف عليه ، لكن لا يعني هذا الاستسلام و تغيير الاعتقاد في صحة هذا القانون ، يجوز للمخالفين دائما محاولة التغيير و اقناع الأغلبية بتجديد القانون أو الغائه

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker