التلصص من أجمل روايات صنع الله ابراهيم ، ستذكرك حتما ب تلك الرائحة ، أظن أن صنع الله ابراهيم يكتب سيرته الذاتية في كل رواياته ، ربما يخلطها ببعض الخيال كما يقول ، اعتقد ان الواقع اكثر من الخيال بكثير في رواياته ، في الحوار الأخير يقول أن الاسم معناه التلصص على الماضي ، أظن أن التلصص و النظر من ثقب الباب صفه ملازمه للبطل و والده في الرواية ، صنع الله ابراهيم يهرب بذكاء من الأسئلة المحرجه الرواية كئيبة جدا ، اللغة الصحفية المعتادة للكاتب تختلط بوصف حياة فقيرة بلا متع و لا لهو ، كيف يكون البطل طفلا و لا يتذكر العابه؟ حتى عند وصف موقف مضحك كموقف الكتابة على الرمل يصفه بنفس اللغه ، مما يبعد عن الموقف الكوميديا المتوقعه ، و كأن الكاتب يقول لنا ، الحياة من بدايتها كئيبة حزينه ، و أنا عشت مع رجل عجوز كئيب ، قرأت كلاما لصنع الله يذكر فيه والده الكبير في السن ، و يذكر أيضا اندهاش والده لأفكاره الغريبة وقتها ، لم يذكر شيئا عن الفقر و الحياة البسيطة و تعنت والده الدائم ، و لكنه ذكره في الرواية الحال في مصر قديما كما هو الحال الان ، الناس ينتقدون الاخوان و الملك و الانجليز و الحكومة ، يتحدثون عن صفر المونديال و عن الصهاينه و الفساتين الجديدة في بنزايون و شركة بيع المصنوعات ، يشترون طعامهم بكميات قليلة ربما خوفا من فساده بدون وجود ثلاجات ، او ربما للتوفير ، يتحرشون بالنساء في المواصلات ، يتحرشون بالخادمات ، و يتلصصون على العاريات ، و تحتل الخرافة جزءا مهما من حياتهم أكثر ما أدهشني ارتفاع الأسعار ، الأسعار تضاعفت مئة مرة منذ الأربعينات ، يعني تقريبا تضاعفت مرتين كل عام ، بينما الأجور كانت اعلى من وقتنا هذا ، و مع عدم وجود دش و تلفزيون و موبايل و كمبيوتر و انترنت ، فأظن أن الأجور وقتها كانت معقولة مقارنة باليوم الرواية جاءت بعد انقطاع طويل ، جاءت أيضا بسيطة و بمعلومات احصائية و صحفية قليلة مقارنة ب شرف أو ذات ، لا أعلم لماذا أحسست بأنها اخر رواية يكتبها صنع الله ابراهيم |
شعورك بأنها الرواية الأخيرة ربما يرجع لأعترافه بكتابة سيرته الذاتيه
شخصياً سأنتظر كتابه القادم
:)
بالمناسبة هي سعرها كام يا ربيع؟؟