Friday, February 16, 2007
اسكتلندا تحييكم من افريقيا

ما أجمل أن تصور فيلما عن طاغية ، بعدما يموت ، ستنتقده كما تشاء ، ربما ستكذب و تختلق أحداثا وهمية ، انطلق ، فهو لن يرميك بالرصاص
عيدي أمين في أخر ملوك اسكوتلندا شخص مهووس متقلب انفعالي ، طفل ذو خمس سنوات في جسد خرتيت ، يحب افريقيا و المسلمين و العرب و ليبيا و فلسطين ، و يكره الصهاينة و بريطانيا و امريكا ، أكثر من ذلك هو يحب اسكوتلندا جدا ، لدرجة أنه يلبس الجيبه الاسكتلندي الشهيرة ، منظر مضحك أن ترى الجيبة تظهر ركبتين سمراوتين
هو لا يرى أن جنونه يؤدي الى جنون مؤيديه و معارضيه و مواطنيه ، المصيبة أنه يتوهم أن الجميع يخونه

أحدهم خانني
أنا لا أثق بأحد
أنا محاط بالخونة


أكثر من ذلك هو يقنع طبيبا شابا مندفعا بمنطقه ، ستدهش حتما حينما تسمع الطبيب الأجنبي يقول بثقة "هذه افريقيا ، يجب أن ترد على العنف بالعنف ، و الا مت" ، طبعا سيتغلب المنطق الانجليزي البارد في النهاية ، نعم نحن نمتلك علبة الكوتشينة ، و لكن الأوراق ليست في يدنا
عيدي أمين كما ورد ذكره في الفيلم يذكرني ب كاسترو كما ورد ذكره في فيلم "تشي" ، تبين بعد فترة ان المخابرات الأمريكية مولت الفيلم و اظهرت كاسترو في صورة كوميدية نكاية به ، ربما مولت جهة من الجهات هذا الفيلم أيضا ، و لكن نكاية بمن؟ ، الاكثر أنه يذكرني بالقذافي ، يجب أن يكون للقائد علامة مميزة ، عند أمين الملابس الإفريقية الاحتفالية ، الملابس العسكرية ذات النايشين و الأوسمه ، الجيبة الاسكوتش ، السيارة الفخمة ، عند القذافي السيجار الكوبي و الكوفية الفلسطينية و الشعر المنكوش و النوم في خيمة في العراء
و لكن القذافي تعقل و أصبح يبرطم بالكلام فقط ، أما أفعاله الأخيرة فبدأت في الاتزان قليلا ، أمين ظل مجنونا حتى خلعوه من القياده
و لأن الأنظمة الدكتاتورية تساعد غيرها ، فكما استقبل السادات شاه ايران
رضا بهلوي بعد خلعه ، و كما استقر أهبل موريتانيا معاوية ولد الطايع في قطر بتاعت ال ثاني – مش جايبين سيرة عن أبوه ، لغوه من التاريخ خالص! - استقر أمين في السعودية و مات عام ألفين و ثلاثة
posted by ربيع @ 2/16/2007 12:12:00 PM  
3 Comments:
  • At 11:18 AM, Blogger محمد عبد الغفار said…

    عادى ، بس فى سؤال شغل بالى مين ممكن يستقبل اللى فى بالى لو حصل فى يوم اللى فى بالنا كلنا

     
  • At 11:07 PM, Anonymous Anonymous said…

    استاذ محمد عبد الغفار انا متاكدة ان استاذ ربيع عنده رد لكن انا عن نفسى اول ما قريت السؤال لقيته عبثى - مش بمعنى التحقير لا بمهنى اللا معقول - اللى فبالنا خلاص مش هيحصل
    انا خلاص سلمت بان مفيش امل من ان الناس فى مصر - ناسى وناسك - تحيد عن المثل الشهير المتعلق بجار السو
    فهم ينتظرون المصيبة حيث لا يوجد امل فى الرحيل
    وبعدين اللى بعده واللى بعده
    فخلاص مفيش داعى تقلق
    استاذ ربيع اعذرنى ان انتزعت احد حقوقك التدوينية ورديت بس مقدرتش امسك نفسى بصراحة
    انا لسة مشفتش الفيلم بس مش هسيبه مع انى متوقعة الفيلم ماشى ازاى وحضرتك اكدتلى ظنونى ولى عودة بعد المشاهدة
    شكرا على هذا البوست التنويرى حمستنى اشوف الفيلم اكتر

     
  • At 11:26 PM, Blogger ربيع said…

    واحده و محمد
    هو للأسف الراجل أمين ده اتشال بغزو من دولة تانية ، طبعا مع مساندة من ثوار اوغندا ، أظنه ابتدى حرب مع تنزانيا باين و خسرها ، طبعا كانت بريطانيا و أمريكا من تحت لتحت ، لسه المخابرات البريطانية قوية جدا على عكس ما الناس متصورة
    يعني الناس هناك مابتعملش حاجه و مستسلمه تماما زي عندنا تمام
    حتة بقى يروح فين فأنا أظن أن سوريا مكان مناسب قوي

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker