Sunday, February 25, 2007
بابل أليخاندرو جونزاليس


يجب مشاهدة الفيلم قبل القراءة ، التدوينة تحرق الفيلم

عندما قرر البشر تحدي الله ، و بنوا
برج بابل ، لعلهم يصلون اليه ، غضب الله منهم و عاقبهم بالبلبلة ، بلبل ألسنتهم ، و جعلهم يتحدثون لغات مختلفه ، لكي لا يفهم بعضهم البعض
هذه الصورة واضحه جدا في الفيلم ، اليابانية البكماء لا تستطيع التفاهم مع من حولها ، لا أحد يرغب بها ، لا أحد يفهمها أيضا ، هي في حاجه للتعاطف و للصداقة و للجنس ، و لكن لا تفاهم بينها و بين الناس ، بدأت الحاله في التفاقم بعد انتحار والدتها ، كانت تحبها و تتفهمها كثيرا ، انتحرت بمسدس والدها الذي يهوى الصيد و تركتها ، والدها اهدى ذات يوم بندقية لدليل مغربي على سبيل الهدية ، ظن الياباني أن الدليل المغربي سيقدر الهدية ، المغربي من ناحية أساء فهم الهدية و أعتقد أنها قابلة للبيع ، باعها المغربي لراع صديقه ، ليخيف بها الذئاب ، يعطيها الراعي لولديه ، يقومان باللعب بها ، يتذكر أحدهما قول الدليل ، بأن مداها يصل الى ثلالثة كيلومترات ، يوجهها أحدهم الى اتوبيس و يطلق النار ، يختبرها ، هل مداها فعلا ثلاثة كيلومترات؟
الأمريكي لا يستطيع التفاهم مع زوجته ، يبدو أنها سافرت معه الى المغرب لإرضائه فقط ، و لما رأت الحياة البدائية هناك غضبت ، هما يتحدثان لغتين مختلفتين ، هو مسافر يهوى التعرف على الناس ، هي أنيقة متحفظة ، تخاف من الثلج المغربي و لا تحب الكسكسي ، الأمريكي يقع في حيرة حينما تصاب زوجته بطلقة ، بينما هي نائمة في الأتوبيس تصيبها نفس الطلقة التي أطلقها يوسف ابن الراعي، لا يستطيع انقاذها ، هو في منطقة نائية و معزولة من المغرب ، لا اسعاف لا مستشفيات ، لا يستطيع التفاهم مع المغاربه حوله الا بصعوبه ، يتشاجر مع ركاب الأتوبيس ، هم غربيون مثله ، و لكنهم لا يقدرون موقفه الصعب ، يخافون على أنفسهم من الإرهابيين المزعومين ، يضحون به و يتركونه لمصيره ، تأتي هيلكوبتر أمريكية لنقل زوجته ، و في المستشفى و بعد اطمئنانه عليها ، يتصل بولديه ، ترد عليه المربية ، يعلمها بالأمر ، المربية مكسيكية ، تتكلم الانجليزية بلهجة مكسيكية واضحه ، يعلمها بأن شخصا ما سيأتي ليرعى أولاده ، في اليوم التالي صباحا يتصل مرة اخرى ليعلمها بأن الشخص لن يأتي ، و يجب عليها البقاء ، تخبره بأن زفاف ابنها اليوم ، و يجب عليها حضوره في المكسيك ، تحدث أزمة فهم مرة اخرى ، يجبرها على البقاء
يقوم البوليس بملاحقة الراعي و ولديه ، بطريقة شديدة الغباء يطلقون النار عليهم بدون ساتر أو انذار مسبق سوء تفاهم آخر ، لماذا لا يحاولون القاء القبض عليهم بدلا من اصابتهم؟ ، يصيبون إبن الراعي الآخر ، أحمد ، فيسلم يوسف نفسه ، و يطلب منهم انقاذ أخيه قبل أن يموت
تغامر المربية و تذهب بالصبي و الفتاه الى زفاف ولدها في المكسيك ، و تبدأ بلبلة جديدة ، الولد الصغير لا يفهم ما يجري حوله ، اللغة و الحركة الكثيرة و ذبح الدجاج و اطلاق النار و الرقص في الفرح ، كل هذا لا يفهمه ، بل و يخافه ، في اخر الليل يأخذها قريبها السكران الى سان دييجو مرة اخرى ، على الحدود يشتبهون به ، تحدث أزمة فهم ، يأمرونه بالترجل خارج السيارة ، يهرب منهم ، ثم يلقي بالمربية و الطفلين في الصحراء ، على وعد أن يأتي ليأخذهم ، أزمة سكر هذه المرة
في الصباح تترك الطفلين لتبحث عن مخرج ، تشاهد سيارة حرس الحدود الأمريكية ، سوء فهم اخر ، يقبض عليها الضابط بتهمة التسلل ، يجدون بعد ذلك الطفلين بمعجزة ، يوجه الى المربية عدة اتهامات ، كلها ناتجه عن سوء الفهم
طبعا الأحداث في
بابل لا تجري بمثل هذا الترتيب ، اليخاندرو جونزاليس ليس مخرجا عاديا ، هو يرمي المشاهدين في متاهة بدون خيط ، عليك أن تحلل و تفهم و كتر خيري إني عملتلك فيلم ، الأمر الذي جعل ناقد البي بي سي يكتب كلاما مضحكا عن الفيلم ، المضحك أن السيد أمير العمري وقع هو نفسه في البلبلة التي يصفها المخرج في الفيلم ! ، فكما لا يفهم الأبطال بعضهم البعض لم يفهم ناقدنا المخرج ، بابل بسيط و مباشر مقارنة ب 21 جرام ، و واضح و محدد مقارنة بمقطع المكسيك في فيلم سبتمبر
أفضل المشاهد هي مشاهد المغرب ، قلة التفاصيل جعلت المخرج يركز على تعابير و انفعالات الممثلين ، جميع الممثلين في مشاهد المغرب متميزين جدا ، يظهر الدليل و الراعي و ولديه متسخين ، بوجوه مغبره خاليه من الصحة ، الراعي وجهه معبر جدا ، في الفرح و الاندهاش و الغضب و الخوف و الحزن ، يقوم بإيصال المعنى أفضل كثيرا من براد بيت ، لن أنسى بدا مشهد اطلاق أحمد للنار بالخطأ ، هو مشهد تلقائي جدا ، أيضا مشهد تعاطي الأمريكية للمخدر ، و استسلامها التدريجي لتأثيره
الموسيقى من الفيلم ، مقطوعة الترحيل ل
جوستافو سانتاولالا



powered by ODEO

صور من الفيلم














posted by ربيع @ 2/25/2007 02:00:00 PM  
8 Comments:
  • At 1:47 PM, Anonymous Anonymous said…

    ربيع قصد اليابانية البكماء في اخر التدوينة لما ضربت مخدرات هلوسه مع زملائها صح ؟ ولاانت بتتكلم عن حاجه تانيه ؟
    تعليقي على الفيلم انه مع أعظم وأكئب الأفلام اللي إتفرجت عليها في حياتي ...انا متفرجتش عليه مره واحده علىبعض بس بجد فيلم على رغم من روعته بس كئيب بشكل مميت براد بيت كان كويس فعلا مكنش سئ بالدرجة
    الفيلم على بعضه رائع بس يعني المفروض تضربوا بعديه اي مضاد إكتئاب شديد او تسكروا تتخدروا او لو متجوزين متجوش يمة زوجاتكم لأنكم بعد جرعة الكئابة دي كلها مش حتعرفوا حتى تبوسوا

     
  • At 2:16 PM, Blogger ربيع said…

    لا يا مالك
    الأمريكية ، اللي هي الممثلة كيت بلانشيت ، لما كانت بتتألم في بيت السيده المغربية ، المغربية اديتها بايب فيه حشيش أو أفيون مش عارف ، عشان تخفف الألم شوية
    أما عن الكآبة فأنا كنت باقفل الفيلم و أروح بعيد عن الكمبيوتر شوية لحسن عرق يضرب في دماغي من كتر الزعل

     
  • At 3:39 PM, Blogger محمود سعيد said…

    100%
    انا أخيراً فهمت ايه اللى دخل اليابان فى الموضوع

    أصل قعدت اليابان ملهاش لازمة فى الفيلم ده

    بس طلع فعلاً ليها لازمة

     
  • At 10:41 PM, Anonymous Anonymous said…

    البعض يشاهد الأفلام عن طريق قراءة كتبابات أجنبية عنها على شبكة الانترنت. والبعض الآخر يجتهد في تحليله لها وتلسيط اأضواء عليها من خلال ذائقته الشخصية وثقافته. وليس بالضرورة أن كل من يكتب كلاما لا يتفق معك أنه يكون كلاما مضحكا، فقط لأنه لم يعجب بما أعجبك أنت، ووجدته شيئا فذا وفلسفيا وكلاما كبيرا عن الله والبشر والخلق والعالم والكون وما إلى ذلك من الكلام الكبير جدا..
    السينما تذوق أساسا، والفيلم عمل فني، قد يروق لك وقد لا يعجبك، بل ولا تجد أي جديد في المغزى الأخلاقي والفلسفي الذي يحمله خاصة إذا كان مفتعلا كما هو حال فيلم بابل..

     
  • At 5:23 PM, Blogger ربيع said…

    المجهول الأخير
    انت لم تشاهد الفيلم ، لم تقرأ وصف أمير للفيلم ، و ربما لم تقرأ ما كتبت أنا
    أمير بكل بساطة لم يفهم الفيلم ، فاهم معنى ذلك؟ بالظبط كما تقول عبرت الدجاجة الطريق ، بيسأل أحدهم بكم كيلو الكوسة ، صاحب الكوسه لم يفهم شيئا كما لم يفهم أمير الفيلم ، الأمر ليس خلافا في وجهات النظر

     
  • At 9:14 PM, Blogger Amani Lazar said…

    يريد المخرج أن يتحدث عن انعدام الاصغاء في ما بين البشر برغم مقدرتهم على فهم ما يسمعون
    أوافقك الرأي في كل ما عرضته يا ربيع وعن بساطة بابل بالنسبة ل 21 غرام الذي لم افهم ما مقولته برغم متابعني له
    قرأت عن بابل اكثر من نقد حول تصويره للعرب بطريقة مشوهة وسيئة وبصراحة لم اتمكن من تكوين موقف واضح من هذا الفيلم!!
    سلامات

     
  • At 12:30 AM, Anonymous Anonymous said…

    بحار البحارين : عندما شاهدت الفلم وصلت لاستنتاج اعتقدت ان المخرج يريدنا ان نصل اليه و لكن لفت نظري اني لم اجد احدا قد اشار اليه بالرغم من كل ما قرأته عن الفلم بعد ذلك لذ اود تسجيله هنا و هو ان المخرج كان يغمز لمقدار الاذى الذي يلحقه الامريكيين بباقي الشعوب و كيف ان الاخرين يدفعون ثمن مشاكل الامريكيين دون انا يكون لهم ذنب في ذلك و لاوضح الفكرة اكثر العئلة الامريكية براد و كيت و ابنائهم مشكلتهم سببها هم انفسهم زوجين غير متفاهمين هذا الاختلاف منعكس على ابنائهم .....الخ اما باقي الاطراف الاخرى فمشكلتهم هي هذه العائلة الامريكية فالمكسيكية و ابن اخوها تبهدلو بسببهم و المغاربة انتكبو بسببهم و اليابانية توجت مشكلتها و ظهرت بهذه الحدة بسبب الشرطي الذي جاء ليحقق في امر البندقية التي اصابت الامريكية هذا الى جانب مضامين هامة يحتويها الفلم اشار غيري لها

     
  • At 1:14 AM, Anonymous Anonymous said…

    السلام عليكم اخوانى الكرام
    الحقيقة انا انجذبت للفيلم لما رايت فيه ناس شكلهم عرب وبالفعل كانوا ولكنى ارى انه اساء الي المغاربة وخاصة حين جعل الاطفال ارهابيين ولكن ايضا الحق يقال ظهر الرجل المغربى الذى ساعد براد بيت مظهر شهامة ومروءة وهو ماتمنيتهم دائما ان يروه فينا ولا يظهروا عكس الحقيقة لاغراض سياسية فنحن لسنا شعوبا بربرية كما يعتقد الامريكان

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker