Sunday, May 06, 2007
1900 أو صعود الشيوعيين
برناردو بيرتولوتشي ماركسي أصيل ، ولد في ايطاليا عام 1941 ، تشأ ليكون شاعرا كأبيه ، دخل كلية الآداب ، و لكنه أصبح من أهم مخرجي ايطاليا بعد ذلك
الكل يجمع أن السياسة و الجنس عاملان أساسيان في كل أفلام بيرتولوتشي ، لا كلام كثير عن الدين ، ربما لأن الموضوع لا يستحق الكلام عنه
فيلم
1900 من انتاج عام 1976 ، وقتها كانت مصر قد بدأت مرحلة أفلام المقاولات ، مقاول بناء للعمارات ، ادخر مبلغا من المال و بدأ في انتاج أفلام على أساس أنها عملية سهلة و مربحة ، كانت ثيمات الأفلام في ذلك الوقت هي المخدرات و الراقصات و الصيع ، بينما كان بيرتولوتشي هناك يكتب ملحمة ايطالية

أحفادنا اتولدوا في نفس اليوم ، أكيد ده ليه معنى مهم
معناه اننا هانموت في نفس اليوم
انت هاتتفلسف يا ابن المحروقة؟
اولمو و ألفريدو يولدان في نفس اليوم من عام 1900 ، نسمع مناديا ينادي أن فيردي قد مات ، في الحقيقة لم يمت فيردي الا عام 1901 ، نرى جد اولمو الفلاح العجوز ، قائد الفلاحين في العزبة ، صديق جد ألفريدو الباشا صاحب العزبة ، يحتفلان معا بعد ممناعة جد أولمو ، ولدان صغيران الفرق بينهما ساعة ، و مصيرهما متشابك بشكل لا يصدق ، ينشأ ألفريدو في العزبة ، يختلط بالفلاحين و أولادهم ، يكتش أولمو منبهرا به ، يشارك اللعب و اكتشاف الجسد ، يشهد معه لحظات مأساوية للعزبة و سكانها ، في ذلك الوقت ، أولمو حر كطائر ، بينما ألفريدو مقيد بالإتيكيت و القواعد الصارمة ، مقيد بثروته و عزبة جده

هو مات ازاي؟
مات في الزريبة
مات في الزريبة؟ ده تقليد عائلي بقى

يبدو
جده في اواخر أيامه معتوها ، سنعلم بعدها أن العائلة مغناطيس للمجانين و المتطرفين ، يدخل جده الزريبة ، ملطخا نفسه بالروث و الحليب ، سائلا الفتاه الصغيرة أن تحلبه ، و لما يرى أنه انتهى ، و أن حلبه مستحيل ، يعلق نفسه بالسلاسل في سقف الزريبة و ينتهي الأمر ، بعد عدة سنوات سيموت ابنه في نفس الزريبة ، و بعدها سيحبس حفيده فيها أيضا ، لن يرث الأبن أو الحفيد جنون الجد ، و لكن سيتجزوج الحفيد من معتوهه أخرى ، و ستتزوج ابنة الأخ من فاشستي مجنون

انتوا عار على إيطاليا ، إنتوا خرا إيطاليا
أتيلا تربى على أن الفلاحين هم مجموعة من البهائم في العزبة ، طريقة الكلام معهم تكون بالكرباج فقط ، و لا يجوز مخاطبتهم كما نخاطب الناس العاديين ، هم أيضا جزء من العزبة ، فإذا باع الخيل فمن الطبيعي أن يبيع السايس ، اما إذا تمرد أحدهم فإن الحل الوحيد هو القتل ، هو أيضا انتهازي وصولي ، يتزوج من ابنة عم ألفريدو الهائجة على الدوام ، الراغبة في السيطرة على ألفريدو و على العزبة ، هو يغتصب فتى صغير ، ثم يقتله في نشوة و بدون ندم ، هو أيضا يتهم أولمو بقتله ، هو يقتل سيدة لكي يستولي على بيتها ، و يعلن أن عشيقها قتلها لسبب ما
أتيلا خولي العزبة ، هو فاشستي من الدرجة الأولى ، ينضم الى ذوو القمصان السوداء ، و يجرد حملات لتأديب الفلاحين ، و للقبض على الثوار منهم ، هو يكره أولمو بشده ، و يحاول طوال الوقت قتله أو حبسه او طرده ، سنكتشف لاحقا أن ألفريدو كان يحميه طوال الوقت

ألفريدو و اولمو يقعان في الحب معا ، ألفريدو يحب فتاة برجوازية متحررة ، تكتب شعرا حداثيا و تقود السيارة و تسكر طوال الوقت ، بينما أولمو يحب فتاة ماركسية يسارية ، تعلم الفلاحين العجزة القراءة ، و تعلم أولمو كيف يصبح يساريا ، في يوم من الأيام و بينما الجميع يرقص ، يكتشف الناس أن بيت الشعب يحترق ، و بداخله كبار السن الذين يتعلمون الكتابة و القراءة ، و بينما كانت المجموعة تتفحم في هدوء ، كان ألفريدو يفتح بثقة بالغة
ستكون هذه علامة مؤثرة في حياة أولمو ، سيدور في الشوراع ساحبا الجثث المتفحمة ، ليشهد الناس على جبروت الفاشيست و ظلمهم للشيوعيين ، من الآن سيصبح أولمو منظرا شيوعيا اصيلا
سيتزوج ألفريدو من أدا البرجوازية ، يبنما ستحمل أنيتا من أولمو سفاحا – أولمو ابن زنا – ستلد أنيتا فتاة جميلة ثم تموت ، ستجن أدا من كثرة الشرب و ترحل أخيرا عندما تتاكد أن ألفريدو عاجز تماما في مواجهة أتيلا المتوحش و عشيقته الهائجة على الدوام ، هنا سيتغير ألفريدو تماما ، سيظل منتظرا أدا الى الأبد

شايفه الباشاوات بيجروا زي العبط ، و فلاح بيجري وراهم و ماسك في ايده شومة ، و بيديهم كل ضربة و التانية! كأنه شيطان بألف دراع
و عندما تعلن الثورة ، و يندحر الألمان و الفاشيست ، ستعم الثورة أرجاء العزبة ، و يتناول الفلاحون البنادق ليقتلوا الباشاوات ، سيقتلون اتيلا الفاشستي المجنون ، الذي سيظل يحتقرهم حتى آخر لحظة ، و عندما يعود ألمو بعد الغيبة الطويلة ، و يخرج الفلاحون علمهم الأحمر المخبأ في التراب ، سيعلن أولمو بدء محاكمة الباشا ألفريدو
الفلاحون دائما غلابة ، هم يتكلمون عن أصابع فقدوها ، و عن أسنان سقطت من أفواههم ، هم يطالبون ألفريدو برد أسنانهم و أصابعهم ، المحاكمة تاخذ طابعا هزليا ، لتنتهي بأن يعلن أولمو بأن الباشا ألفريدو قد مات ، و لكن ألفريدو الإنسان لا يستحق أن يموت

ديميزيو
نعم؟
هو ربنا موجود؟
لا يا عم
المشاهد العبثية أكثر من أن تحصى ، هي ليست عبثية ك تارنتينو ، هي واقعية بغرابة ، مشاهد معانقة الروث و الحليب ، و قتل الصبي الصغير ، و قتل القطة ، و اعلان ألفريدو لأمه رغبته في الزواج ، و لقاء البطلين بالعاهرة ، كلها مشاهد متميزة و لا مثيل لها فيما شاهدت قبل ذلك ، ببساطة نصف المشاهد مدهشة و لا يمكن توقعها اطلاقا
معظم المشاهد طويلة جدا ، المشهد في العادة يحكي حادثة واحدة ، ثم ياتي مشهد آخر ليحكي حادثة أخرى تقع بعد الاولى بعدة سنوات ، الفيلم طويل جدا ، 315 دقيقة على جزئين ، النسخة الأولى من الفيلم قام المنتج بتقصيرها لتناسب ذوق المشاهد الأمريكي ، في عام 1991 تم عرض التسجيل الأصلي الطويل ، و الذي كان متماسكا و مفهوما أكثر من التسجيل القصير
شاهدت الفيلم لأول مرة من خلال برنامج أوسكار ، لا أذكر اسم المذيعة الشيك المتعالية ، كانت درية شرف الدين و المذكورة تتنافسان في عرض أفلام مميزة ، أظن ان الأخرى كانت تنتصر دوما ، لن انسى أبدا مشاهد قطع الأذن و شم الكوكايين و الاستلقاء تحت القطار ، شكرا للتلفزيون المصري ، مع أني لم أفهم كيف تم عرض فيلم يحوي كل هذه المشاهد الجريئة

الباشا مات
يعلن أولمو في نهاية الفيلم أن الباشا قد مات ، و أن الأرض لمن يزرعها و ليست للباشا او غيره ، يقتل اتيلا الكثير من الفلاحين بساديته المعهودة ، تصاب العاهرة بالصرع بين يدي الشابين أولمو و ألفريدو ، يتقيأ الطفل أولمو بينما يأكل والداه الضفادع ، يحتفل جد ألفريدو بميلاده ، فيخرج زجاجات شامبانيا ليوزعها على الفلاحين
هنا روابط لملفات تورنت لتنزيل الفيلم
















posted by ربيع @ 5/06/2007 12:06:00 PM  
2 Comments:
  • At 12:20 PM, Blogger ألِف said…

    أنا أحب الفلم دا جدا جدا

     
  • At 12:44 PM, Blogger ربيع said…

    كنت فينك من زمان يا ألف و أنا دايخ على الفيلم و مش عارف أجيبه

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker