Sunday, May 13, 2007
الاعتراف الأخير أو عندما استبدل أسامة الذئب بالكلب
بعيدا عن شعره الخانق ، يكتب أسامة الدناصوري نثرا ممتعا ، كلبي الهرم .. كلبي الحبيب عبارة عن اعترافات ، هي ليست سيرة ذاتية أو يوميات كما هو ظاهر ، بل هي أقرب ل اعترافات قناع ليوكو ميشيما
على الغلاف الخلفي للكتاب تعليق يقول أن أسامة لم يخجل من مرضه ، بالطبع المرض لا يخجل ، و لكن مرض أسامة ربما يخجل البعض ، و قد اخجله هو نفسه حينما كان شابا ، و لكنه فعلا كان صريحا و مباشرا في هذا الكتاب ، هو يحكي لنا مأساته مع مرضه الغريب ، و الأغرب أنه يحكيها بلا كآبته المعهودة كشاعر ثمانيني – بحسب وصف لون ولف – هذه المرة يمرح أسامة كثيرا ، و يحشش و يدخن و ينكت ، حتى تظن انه لا يتحدث عن نفسه
حكاية أسامة الدناصوري حكاية الأخطاء المتراكمة ، كالعادة في مصر ، مرض لا يعرف الأطباء علاجا له ، و لا سببا له ، حتى أسمه مفتكس "المثانة العصبية" ، يتطور المرض ليصيب الكلى و صمام التبول و الأورده و حاسة السمع و نخاع العظم ، و ربما أعضاء و وظائف اخرى لم يلحظها أسامة ، كل هذا بعد رحلة طويلة مطولة داخل مستشفيات مصر الجميلة ، حتى أصابني خوف من أي أمراض و أنا أقرأ الكتاب
يذكرني الكتاب بكتاب صغير ل جمال الغيطاني ، يوميات الحصر كتاب رشيق يصف فيه الغيطاني احتباس البول داخل مثانته ، و مأساة أن يحدث ذلك و انت في ألمانيا – وطن جمال الغيطاني الثاني حسب وصف صديق – و مشكلة أنك لا تعرف حتما ما السبب في احتباس البول ، و أن الوقت يمر بطيئا و مثانتك تكاد تنفجر ، و لكن لا حل الا بالعودة الى مصر و اجراء عملية
و لكن الغيطاني يتكلم عن عدة أيام صعبة مرت به ، و نحن نعلم أنه – و نحن نقرأ كتابه – جالس في مكتبه ، أو يقضي بضعة أيام في ألمانيا – وطنه الثاني – بينما يتكلم الدناصوري عن عمر كامل ، أيضا نحن نعلم أنه فارقنا منذ عدة أشهر و قبل نزول كتابه الى المكتبات
لماذا تقترن الأعمال الأخيره دائما بالجودة الفائقة؟ أقرأ أحلام فترة النقاهة و أرى إبداعا متميزا من نجيب محفوظ العجوز ، و اقرأ كلبي الهرم لأري جمالا و تناسقا لا اظن أن الدناصوري حققه يوما ما في شعره السابق ، بالطبع كان أسامة يرى أن ساعته اقتربت ، هو يذكر ذلك بين السطور ربما كان على يقين من هذا ، ربما حاول قدر ما يستطيع حتى يصبح عمله النهائي مميزا و حجر زاوية في أعماله القليلة الخانقة
نشرت اخبار الادب ملفا عن أسامة الدناصوري
هنا ، يفضل قراءته بعد قراءة الاعترافات ، ستتضح الكثير من الشخصيات ، و سنعلم مدى اقتراب أسامة من الحقيقة فيما ذكره
اكتشفت خلال القراءة – كما اكتشفت خلال قراءة اعترافات قناع – كم هي الاعترافات جميلة ، و كم هي الأسرار خانقة للروح ، مضللة لمن حولك ، اعترفوا جزاكم الله خيرا
أخيرا : لن يحدث هذا لي
غلط ، من السهل جدا أن تصاب بمرض لا يمكن الشفاء منه ، فكر بشكل ايجابي ، أبدأ في الـتأمين على حياتك ، سدد أقساط التأمين ، و مت و أنت مطمئن ، فأخيرا ستضحك على الدنيا
posted by ربيع @ 5/13/2007 11:02:00 AM  
3 Comments:
  • At 9:39 AM, Anonymous Anonymous said…

    يابنى هوه حد معبر امك اصلا عشان تكتب ممنوع دخول الدماهره ياحمار
    انتا عايز اللى يتبرعلك اصلا
    وعلى فكره انا مش دمنهورى لكن رد فعل المبالغ فيه بضنى فعلا

     
  • At 12:03 PM, Blogger ربيع said…

    بص بقى انا زهقت
    يا أخي مش عايز أنام مع أمك تاني ، باقرف منها
    و بعدين لو هاتقعد تتحايل عليا كتير أنا هافضحك و أنشر عنوان أمك ، و خلاص بقى ، بطل و شوفلها حد تاني يخاويك

     
  • At 12:43 PM, Anonymous Anonymous said…

    يابضين
    !

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker