SprinG: حكايات أمينة ، حسام فخر

كيف يكتب حسام فخر مثل هذه الحكايات؟ ، في زحمة من الروايات الحداثية و ما بعد الحداثية و ما بعد بعدها ، يأتي حسام فخر برواية تستحق الإشادة ، أخيرا أقرأ رواية محكمة جميلة و أيضا بسيطة
يتكلم الراوي عن حكايات جدته ، أساطيرها الخاصة التي ترويها له لتبين له موقفا ما ، أو لمجرد أن تسليه ، و إذا كانت جدتي راوية خايبه ، تبدأ الحدوته لكي تنهيها بسرعة ، و تختلط عليها الاحداث فتدخل 3 أو 4 حواديت في بعض ، فتيته أمينه لا تفعل ذلك ، بل الأكثر هي تروي مغامراتها ، و مواقفها المضحكة ، و تشرح انتمائها السياسي و الثقافي لحفيدها
قليل من الحواديت خيالية صرفة ، أليس في بلاد العجائب حاضرة في حدوته منهم ، ما فهمته أن الطفل يحاول أن يخلق عالما خاصا به ، مقتبسا من "أليس"
راغبا في إبهار جدته كما هي تبهره دوما ، فيحكي لها حدوته المقتبسه من أليس ، واضعا نفسه مكانها ، و كأن الجدة الماكرة لن تكشف ملعوبه الساذج
و لكن حكايات الجدة أصلية ممتعه ، تخيل طفلة تدخل على سعد زغلول لتريه ببغاء الامة و هو يهتف باسمه ، الدروس المستفادة : قديما كان من الممكن أن تقابل أكابر الناس بسهولة ، تخيل كيف تتعامل معه عندما تراه يفعل ما لا يجب فعله ، تخيل كيف تعلم الجده حفيدها الحياة من خلال الحواديت
ربما أجمل ما قرأت منذ مدة طويلة

قرب الفجر فتحت عينيها و رأتني . مدت يدها لتمسك بيدي و قالت
انت قاعد هنا من امتى يا نور عيني؟طول الليل
اعتدلت في سريرها و مسحت وجهها ثم قالت
ليه يا حبيبي
نزلت دموعي و قلت بصوت متشرخ
كنت خايف تموتي
أموت؟ أما انت عبيط صحيح .. هو أنت سمعت مزيكة؟
مزيكة ايه؟
هو انت فاكر الموت بيجي كده على طول؟ أول ما ييجي وقتي تلاقي فرقة موسيقى كلها ملايكة دخلت الأوضة .. واحد معاه كمنجة و واحد عود و ناي و قيثارة .. و يبتدوا يعزفوا و بعدين يقولولي يالا بقى معانا

شكرا لحسام فخر على الوقت الجميل الذي قضيته في قراءة حكايات أمينة