كنت جالسا على كرسي مقهى على الرصيف ، كان هناك القليل من الجالسين حولي ، بجانبي فتاة نحيفة سمراء ذات شعر أسود قصير ، لم تنظر في عيني أبدا ، على الرصيف الآخر كان هناك عدة أفراد فيما يبدو أنه ندوة أو مناقشة كتاب أو عرض لفيلم قصير ، عندما انتهى الأمر قمت و قامت معي الفتاة و عبرنا الشارع ، عندما وصلت للرصيف الآخر و جدت صنع الله ابراهيم ببنطلون جينز أزرق غامق و قميص مخطط تحت بلوفر ضيق الرقبة ، كان جادا للغاية ، سلمت عليه و أشار لي لكي أنتظر ، استدار نحو عربة ألومينيوم ذات زجاج ، كأنها عربة كبدة ، بدون الكلمات المكتوبة عادة على الزجاج ، أمسك بيد الطاسة جيدا و بدأ في سكب سائل أبيض اللون في الزيت المغلي في الطاسة ، كان كلما وجد أن كمية السائل الغليظ مناسبة قطع الصب ليبدأ تشكيل شكل آخر في الزيت الساخن ، كانت الأشكال متنوعة ، حلزوني و طويل و على شكل ورده أو نجمة ، عندما تحول لون الأشكال الى الأصفر البيج التقطها و وضعها على طبق تغطيه ورقة نظيفة كبيرة ، ربما لتشرب الزيت ، مد يده الى بالطبق بهدوء ، التقط شكلا طويلا و قضمت منه قطعة صغيرة ، ابتسم لي لأول مرة ربما في حياته ، و كأنه يسألني عن طعمها ، كان مذاقها محايدا ، ليست حلوة و لا مالحه و لا أي شيء آخر ، طبقة رقيقة مقرمشة تحوى داخلها جزء صلب بلا طعم ، حالما تضغط عليه يتفتت داخل فمك
التقط صنع الله طبقا من شخص لم أر وجهه ، مليئا بالجزر و اللفت و الخيار المخلل ، و قرون الشطه الخضراء و الحمراء ، كان يحدق في الرجل و يشير باصابعه في تحذير ، و يقول كلاما عن الالتزام بالعمل و ما شابه ، مددت يدي و اخذت قرن فلفل شطة أخضر

بعد عدة أيام من هذا الحلم تذكرت أن أحد العاملين في مطعم أبو حيدر نحيف و يلبس نفس نظارات صنع الله ابراهيم ، أيضا هو متجهم بشكل لا يصدق ، و يتعامل مع الزبائن و مع زملاءه في العمل بطريقة عسكرية تماما ، هاحاول أتغطى و انا نايم بعد كده