محمد سامي صديق قديم ، هو ربما أقدم من أعرفهم من أصدقاء ، نتقابل على فترات متباعده الآن ليشكي كل منا همه للآخر ، أعرفه من أيام بيتنا القديم ، كان يسكن في نفس الشارع ، و أول مشوار قمت به بعيدا بدون أحد والداي كان بصحبته قابلته منذ يومين ، أخبرني مبتسما أنه انفصل عن زوجته سلوى أخيرا ، سامي و سلوى صديقان من أيام ثانوي ، و تطورت الصداقة الى حب ثم الى ارتباط حتى قبل الكلية ، و في وقت كانت كل الارتباطات تنهار واحده تلو الأخرى ، كان ارتباط سامي و سلوى ارتباطا مقدسا ، زواجا كاثوليكيا ، و استمرت العلاقه أثناء الجامعة ، و استمرت بعدها ، حتى وجد سامي عملا مناسبا و دخلا ثابتا و مرتفعا منذ سنتين تقريبا ، فتقدم لخطبة سلوى ، و تمت المباركة و سلم على والدها و وعده بالحفاظ على كريمته و كأنها عينه التي يرى بها ، و مرت فترة أسود من قرن الخروب على سامي ، انقلبت سلوى رأسا على عقب ، و بدأت في طلب تجهيزات و تشطيبات و عفش لا يقدر عليه الا احد حرامية البلد ، و بالتأكيد لا يقدر عليه سامي ، و لكن كان يرضى و يرضخ في النهاية ، بعد مزيج من الدلع و الغضب و الهيستريا النسائية – كفانا الله شرها – من سلوى ، حتى تزوج سامى و لم يختر في بيته قشة ، و لم يبق في جيبه مليما ، و لا مورد رزق او تحويشة ، اللهم الا مرتبه و لما قامت سلوى في يوم من الأيام بمزيج الدلع و الغضب و العياط و الهستريا لخلاف على أحد المشتريات ، و لما كان سامى تحت ضغوط عديده في عمله و بيته و مصاريفه ، شخط فيها لأول مره منذ سنوات ، و بهدلها و رصهم من الخيار و الكوسه و كل ما هو مستدير المقطع و ذو طول مفرط يا منقي ، و كعادة سلوى ، انتهى الموضوع بهدوء ، بل و بضحكات بسيطه ، و كعادة سلوى أيضا غلبها الوسواس القهري فأخذت تفكر في كلام سامي الجارح ، فأخذت قرارا بأن الزواج لن يستمر بهذه الطريقة ، و ذهبت لبيت أبيها ، و ربما كذبت عليه و قالت له ما لم يحدث ، و قلبت الدنيا على رأس سامي ، فطلب أبوها من سامي الطلاق و هكذا أخذ سامي يتحدث و أنا أواسيه ، و أقول اللي يشوف بلوة اليهودي تهون عليه بلوة المسلم ، و معلش و هي الخسرانة ، ده صنف نمرود – مين نمرود ده؟ - و انت خسارتك مال ، بس هي خسرت حاجات كتير ، و تقريبا ستة اطنان من كلام كالبنبوني ، طعم بس ما يشبعش لما فكرنا في الأسباب الحقيقية لما حدث ، قال سامي أن الأحوال الاقتصادية السيئة سبب رئيسي ، شخرتله بكل ثقة ، للعلم سامي أحد أفراد القطيع المصري السائر ورا ديل الحكومة متمسحا بخراها ، و قلت له أن الحالة سيئة دائما ، و حتى مع أبوك و امك كانت الحاله سيئة ، و إذا كانت الحاله الاقتصادية هي السبب ، فسلوى حلال فيها النفخ بشكمان عربية نقل أظن أننا فقدنا قدرتنا على التحمل ، و أيضا فقدنا قدرتنا على التنازل لإرضاء زميل أو قريب أو حتى شخص غريب ، بل أننا نطالب الجميع بالتنازل لإرضائنا ، نحن أيضا فقدنا التزامنا ، لم نعد نحافظ على كلمتنا ، و نتحجج بحجج معرصة من قبيل " الأزمة الاقتصادية الطاحنة" او "فرق سعر العملة" أو حتى "الدنيا زحمة" الى آخره من الحجج المستفزة هذه الأيام المهم ، سامي الآن في وضع غريب ، الصلات انقطعت تماما مع الحبيبة و الزوجة السابقة ، و عاد مره أخرى الي بيت العائلة ، بزحمته و ضيقه ، و انقطع نشاطه الجنسي ، و سامي للعلم نشيط جنسيا كباقي المصريين حفظهم الله ، و تقلصت مصاريفه لأقصى الحدود ، حتى أنه الشهر الماضي ادخر ما يقرب من 80 % من مرتبه ، قال لي و هو يضحك ، بت اللذينه كانت مقشطاني ، سامي أخذ يفكر أفكارا مجنونة ، يود الذهاب الى تايلاند – دي في قارة أسيا ..صح؟ - للسياحة ، ثم الذهاب الى التبت ليشاهد الكهنة هناك ، و يفكر في تجربة الحشيش ، و شرب بيره ستيلا لأول مرة في حياته ، يفكر أيضا في الحصول على كلب لتربيته ، و الاشتراك في جيم ، و تجربة الشذوذ الجنسي ، و السفر الى الاسكندرية و العودة في نفس اليوم سامي ابن بار لمؤسسة الزواج المصرية ، هو متزوج فعليا منذ عدة أشهر ، بينما في الحقيقة هو متزوج منذ عدة سنوات ، و ما قام به معظمنا من سفر و خلافه ، لم يقم به سامي لأن المدام هاتقابله ، أو المدام و هو هيانزلوا يشتروا حاجه ، أو لأنه هايروح مع المادام فرح مش عارف مين ، و هكذا ، و في الوقت الذي جربنا فيه الحشيش و السفر و الشرب و ما شابه ، كان هو يتفرج على مفارش السفرة في مزاد خيري تقيمه زوجات الدبلوماسيين الآسيويين و طبعا خبرته في المفارش و الآسيويين لم تنفعه عندما طلبت سلوى الطلاق ، و لم يشفع له طول العشرة و الحشيش الذي لم يجربه ، و لا شفع له دم قلبه الذي صرفه لتلبية رغباتها ، اشربوا الحشيش حفظكم الله |
أمين اللهم استجب لربيع ابن ام ربيع