أن تترجم رواية نشرت حديثا في كندا ، و أن تكون الرواية المترجمة من أدب الخيال العلمي ، و خاصة أدب ما بعد المحرقة ، فهي حتما سابقة في تاريخ النشر بمصر كريك و أوريكس بطلان تتشابك حياتهما مع حياة البطل الأساسي ، سنومان أو جيمي ، هما مؤثرين بدرجة كبيرة ، سواء في أحداث الرواية أو في حياة البطل ، تعود الكاتبة مارجريت أتوود للبدايات هنا ، تسمى الفصول بأسماء أهم ما فيها و تسمي الرواية بإسم الأبطال ، و لكنها تتبع اسلوبا شيقا و جديدا في الحكي ، هناك زمنين تحكى فيهما الرواية ، أحدهما يمتد لفترة قصيرة ، ربما ليومين او ثلاثة ، و الآخر طويل بطول أعمار الأبطال ، و ينتهي الى الزمن الأول القصير ، و خلال الزمنين تسرب الكاتبة المعلومه تلو المعلومة ، ببخل بالغ ، يجعلنا نستمر في القراءه ، لنصل الى الفصول الأخيره حيث يتضح الكثير . أحداث الرواية ليست جديدة ، فأدب ما بعد المحرقة بدأ منذ الأزل ، و قصة الطوفان دليل واضح ، تطور هذا النوع من الأدب كثيرا ، و كتب الكثير من الروايات خلال القرن العشرين ، و لكن أيا منها لم يترجم الى العربية ، كما شاهدنا الكثير من الأفلام عن نفس الموضوع ، و لكن أحد الروايات أو الأفلام لم يكن عربيا ، ربما لأننا لا نحب الخيال العلمي ، فما بالك بموضوع مقبض مثل هذا ، على الرغم من أننا شاهدنا الكثير من أحداث الرواية في أفلام كثيرة ، إلا أنها حافظت على تميزها بأسلوب الحكي الجديد و المشوق ، كذلك حافظت على سبب المحرقة خفيا ، غير معلوم ، بعكس الكثير من الأفلام التي أعلنت السبب و نسبته لأحد المختلين في معظم الأحيان. ربما الرواية لا تتحدث عن المستقبل البعيد ، فالكثير من الشخصيات تعيش بيننا حاليا ، و الكثير من الأوضاع المذكورة في الرواية هي أوضاع حالية ، ربما المسميات تختلف دائما ، و لكن التشابه أكبر من أن يهمل ، فالرواية تطلق على المجمعات السكنية الخاصة بالصفوة "المستوطنات" ، بينما نطلق عليها في مصر "كومباوند" ، الرواية تسمى الأحياء الفقيرة "أراضي السوقة" بينما نحن نسميها "عشوائيات" ، البطل يعمل في شركة تتلاعب بالكلمات من اجل ترويج السلع و الاعلان عنها ، من يفعل ذلك في مصر نطلق عليه اسم طارق نور لا أنكر الحالة المقبضة التي وصلت لها أثناء قراءة الرواية ، يبدو المستقبل بالغ السواد ، بلا أمل و متجة نحو الهاوية بسرعه الضوء . هناك الكثير من الكائنات "المصنعه" ، الكلب والذئب ، خنازير تحوى اعضاءا آدمية لأغراض الزرع ، هناك أيضا بشر مهجنون ، الأكثر هناك بشر عاديون و لكن طبيعة المجتمع جعلتهم كائنات متخصصة ، هناك المتخصص في الدعارة و هناك المهندس الجيني و هناك المتلاعب بالكلمات ، و كان الإنسان خلق للعمل فقط ، لإرباح مؤسسة ما او شركة ما ، ألا يحدث كل هذا الآن؟ |
عندما قرأت "أدب ما بعد المحرقة" كل ال جا في بالي محرقة اليهود في أوروبا، لكن بعدين فهمت أنك تقصد post-apocalyptic و دي ممكن تترجم "ما بعد الدينونة"، باعتبار أن apocalypse هي نهاية العالم. (بالإضافة إلى أنه سفر "الرؤيا" و الكلمة اليونانية معناها أصلا "رفع الحجاب" أو "استجلاء المخفي")
أنا فعلا أسمي مجمعات سكن الأغنياء "مستوطنات" كما تفعل كاتبة الرواية و أقصد بها مستوطنات الصهاينة للتشابه الواضح بينهما: جزر مسورة من النظافة و الرفاهية في محيطات من البؤس. على الاقل في مصر.
"من يفعل ذلك في مصر نطلق عليه اسم طارق نور"
دي حلوة :)
من الناشر و إيه رأيك في الترجمة؟