الحديث النبوي الذي يعلمنا بأن الشياطين تكبل في شهر رمضان حديث صحيح و دقيق ، فبعد أذان المغرب لآخر ايام الشهر الفضيل استعد احد أصدقائي الموكوسين لقعدة البانجو التي ظل يحضر لها هو و أصحابه طوال الشهر الكريم ، و سبحان الله فصديقي الموكوس مسيحي ، و مع ذلك كان شيطانه مكبلا هو الآخر طوال الشهر ، قعدة البانجو كانت مميزه جدا ، ببساطه لأن البانجو خام ، فهو مزروع فوق سطح بيت احد الأصدقاء الصيع في عين شمس ، صديقنا هذا و امعانا في ضلاله كان يسقى البانجو بنجا – جملة موسيقية تماما ، بيسقى البانجو بنج – على اعتبار أن البنج سيساعد في تخدير أطراف المتعاطين ، و اظن أنه المحترم لو وفر ثمن البنج الذي سقى به البانجو لاشترى حشيشا معتبرا بثمنه ، و لكنها أحلام العصافير ، مر صديقي الموكوس على بقالة أشرف و طارق ، ثم هاتفني محلفا اياي بأغلي ما لدي بأن انزل سريعا و امر على بقالة أشرف و طارق ، في جسر السويس و في اتجاه العباسية ، بعد مائة متر من كوبري التجنيد ستجد على يمينك بقالة أشرف و طارق ، مورد الخمور الوحيد في المنطقة ، و لا مبالغه في كلمة الوحيد ، فهو وحيد فعلا ، و لأنه يقع على شارع ضخم يعج بالمارة و السيارات ، فقد صفدت شياطين أشرف و اخيه طارق طوال الشهر الفضيل ، بيدهم لا بيد العادلي ، و لما انتهى رمضان ، و تم فك كلابشات الشياطين ، انطلق اشرف و طارق لمزاولة عملهما مره أخرى ، و لما مر الموكوس على البقالة و وجدها تشغي بالرواد و طالبي الخمور المصرية الرخيصة ، و وجد أمام رصيفها اكثر من عشرين سيارة ينتظر أصحابها التموين ، و وجد العديد من الشباب الشهم يمشي كالمكوك بين السيارات و بين المحل ، جالبا لكل طالب طلبه ، رأى الموكوس ذلك و ظن أن المنظر يسرني ، و بغبائه لم يخبرني بما يحدث فآتي بالكاميرا لأسجل المنظر المدهش اشترى الموكوس ما رخص و يسبب العمى من الخمور المصرية المميزة – فيه قزازة منكر ب 9 جنيه يا جدعان؟ - و انطلق ذاهبا الى عين شمس حيث قعدة الحشيش ، بينما ذهبت انا الى روكسي كالعادة لأسهر مع أصدقائي النضاف حتى الفجر عند الساعه الثانية صباحا اتصل بي الموكوس و طلب مني الحضور فورا ، لما سألته عن السبب قال لي لما تيجي تعرف ، ذهبت مسرعا الى بيت صديقي الصايع ، و جدتهم دائخين ، يدورون حول أنفسهم ، و يبدو أنهم لم يلحظوا أن الصايع فتح لي باب الشقة و اني دخلت و أني أقف معهم في نفس الغرفة ، لأن المساطيل الأفاضل استمروا في نقاشهم المحموم مسطول 1 : احنا نجيب ايد الهون وندق راسه لحد ما معالمه تختفي مسطول 2 : لا يا عم ، تدق راس أبوزيد برضو؟ و يجيلك قلب؟ مسطول 1 : أحه ، هو أبوزيد اللي مات؟ مسطول 3 : أنا باقول نجيب مية نار ، و نملا البانيو ميه برابسو ، و نحط الجثة فيها و ندوبها بالرابسو مسطول 2 : انتوا اتسطلتوا و لا إيه؟ هو الرابسو هايدوبه؟ مسطول 3 : لأ مية النار تدوبه الموكوس : بس يا نيلة منك له ، أهو محمد جه أهو و هايصحي أبو زيد بعد دقيقة كاملة من التفكير فهمت ما حدث ، أبوزيد مات بجرعة بانجو زائدة ، و لا داعي للتعجب فأبو زيد شخص خفيف الدماغ ضعيف البنية لدرجه مذهلة ، و قام الموكوس كعادته بطلبي للحضور لحل المشكلة ، الغريب أني لم أفهم ماذا يمكن أن أقدم كحل للمشكله ، و الأغرب أنهم يتوقعون أن سأحيي أبوزيد من رقدته الأبدية ، آه لو كنت أحيي الموتى ، كان زماني بقيت غني فكرت بشكل منطقي ، كيف أخبر أهل أبو زيد؟ والدة أبوزيد توفيت العام الماضي بعد مرض طويل ، و والده رجل كبير السن ربما لا يتحمل خبرا كهذا ، و معرفتي باخته بسيطه ، و أعلم انها لن تستطيع التصرف حتما ، كل ما كنت أفكر فيه أن ينتهي الأمر بلا تدخل البوليس ، تذكرت أن والد أحد أصدقائي طبيب ، و قد يوقع التصريح بالدفن بدون مشاكل لو طلبت منه ذلك بشكل شخصي ، أيضا حاولت ان اتذكر أقرب شخص يمكن ان يغسل أبوزيد و يكفنه ، و اخيرا فكرت أن لا مفر من الاتصال باخته لإعلامها بالخبر ، كل هذا قبل أن أذهب الى الجثة في الغرفة المجاورة وجدته مسجى على الأرض ، المساطيل خافوا من الدخول – مش كانوا هايدشدشوا راسه من شوية؟ - اقتربت منه ولمسته ، وجدت الجثة دافئه جدا ، ووجت نبضه بطيئا منتظما ، و انفاسه سلسله و منتظمه ، لوهلة صدقت نفسي و حلمت بالثراء السريع ، ثم أفقت و التفت خلفي و سببت للمساطيل الواقفين على الباب كل شيء ، بدءا من امهاتهم الي دينهم و مللهم ، مرورا بموتاهم و معارفهم و زملائهم في العمل ، قاطعني أبو زيد و هو يئن و يقول بصوت ضعيف و هو مغمض العينين: "شايفك يا أما" التفت إليه و قلت : و يحرق ميتين أمك انت كمان الدروس المستفاده : لا تسقوا البانجو بنجا – يخربيت الموسيقى ! – و اشتروا خمورا مستورده |
ههههههههههههههه
كوميديه جدّا التدوينه دى .. خصوصا أبو زيد و هو بينادى على أمّه تحس إنّه بيودّع فعلا و انكشف عنّه الحجاب
:)))))))))))))))))))))))))))))))