الكتاب عباره عن دراسة جميلة حول اليهود المصريين ، كيف خرجوا من مصر ، و ما أسباب خروجهم ، و كيف استقروا و اقاموا تجمعات خارجها ، ربما هناك الكثير من التجمعات التي لم يتكلم عنها المؤلف ، فأظن أن اليهود المصريين تجمعوا في اماكن اخرى غير اسرائيل و فرنسا و امريكا ، و بالطبع هاجر الكثيرون كأسر ضغيره و استقروا عند اقاربهم في دول اوروبيه أو امريكية اخرى ، ما لفت نظري حيادية المؤلف الظاهرة ، و ميله اليساري الخفي ، و كلماته المختاره بعناية في معظم الأحيان ، و أراؤه التي أراها مميزه جدا و منطقية ، و الى حد كبير مقاربة للواقع باقي الكلام حرق مخلص للكتاب ، الأفضل ان تنزل فورا و تقتني الكتاب يحكي المؤلف الكثير من الحواديت الصغيره ، التي نقلها عن صحف أو خطابات او مراسلات أو غيرها من الأوراق المحفوظة في المكتبات الغربية ، و التي أيضا عاشها و عاصرها ، و أيضا قرأ عنها في كتب التاريخ و الصحف ، هذا الخليط المتنوع أثمر كتابا جميلا ربما لم نعتد كقراء عرب قراءة كتاب مثله ، فهو بين الاكاديمي و بين الترفيهي ، يمكنك أن تستخدمه كمرجع بالتأكيد ، و يمكنك الاستمتاع به و انت تجلس على الشاطئ ، ربما كل الكتب الامريكية مثل هذا يحكي المؤلف أن شيكوريل كان محلا فاخرا للصفوه فقط ، يعرض بضائع مستورده ، خاصة بعلية القوم ، و كان المحل المورد الرئيسي للقصر الملكي ، في عهدي فؤاد و فاروق ، و عندما احترق المحل مرتين في عامي 48 و 52 ساعدت الحكومة في اعادة بنائه ، و كان الموظفون داخل المحل يتكلمون بالفرنسية مع الجمهور الانيق ، بينما كان هناك محل أبسط و يبيع البضائع الاقتصادية للناس العادية ، تحت اسم أوريكو في عام 48 بدأ الاخوان المسلمون في مهاجمة محلات اليهود و تفجيرها ، وقعت الحكومة في مأزق ، فهي ملزمة بالدفاع عن اليهود كمواطنين ، و في نفس الوقت خافت من الوقوف الى جانبهم في هذه الظروف السيئة ، فالمصريون كانوا ينظرون لليهود على انهم طابور خامس ، فتعاملت الحكومة مع الامر ببرود ، و لم تؤد واجبها كاملا تجاه اليهود ، انتهى الأمر تماما بتحركات الحكومة العنيفة بعد اعوام قليلة ، و التي انتهت باغتيال حسن البنا على الناحية الأخرى ارتمى اليهود في أحضان الملك ، على الرغم من بدء القطيعة بينه و بين المصريين ، فهنأوا في جريدتهم الكليم الملك فاروق بزواجه الثاني من الملكة ناريمان في عام 51 على الرغم من قرف المصريين من هذه الزيجه ، و اعتبار فاروق غير عادلا عندما طلق فريده ، كان المصريون يحبون فريده جدا ، حتى انهم صنعوا حلوى للاطفال – مثل الربسوس – و باعوها في المحلات تحت اسم شخة فريده بالطبع ادى هذا الى اتساع الصدع بين المصريين و بين اليهود ، يذكرني هذا بتأييد المسيحيين في مصر لمبارك على طول الخط بعد الثورة استمرت العلاقة بين اليهود المصريين جيدة و بين الحكومة ، كان محمد نجيب رجلا ذكيا فعلا ، فتعامل مع اليهود باحترام شديد ، و قام بزيارة معابدهم ، و عنف الشيخ الباقوري و طالبه بالذهاب الى الحاخام الاكبر و الاعتذار عن كلام قاله في برنامج اذاعي ، في عام 53 احترق مخبز لعمل الأكل الكوشر ، و من ضمن ما احترق كان كمية ضخمة من فطير ماتسا ، مخزنة للأكل خلال في يوم العيد ، طلب الحاخام الأكبر اذا باستيراد 20 طنا من الدقيق من خارج مصر ، بعد نقاش حول كمية الدقيق المطلوب استيراده ، وافقت الحكومة على الاستيراد بعد ذلك ، على اعتبار ان منع الاستيراد سيؤدي الى تعطيل شعيرة دينية و هو ما كان مرفوضا تماما السوريون ملكيون اكثر من الملك ، عندما انتشرت شائعة مفادها ان ليلي مراد تبرعت للحكومة الاسرائيلية عام 52 منعوا عرض أفلامها و اغانيها في سوريا ، بعد ذلك فندت ليلي مراد الشائعة ، و أيدها المصريون ، و لكن السوريون استمروا في المنع! ، حتى طلب عبد الناصر أثناء مباحثات الوحده رفع المنع عن ليلى مراد و لكن عبد الناصر لم يكن ذكيا دائما ، ربط النظام بين الصهاينه و بين الشيوعيين ، و أعلنت الأبواق الاعلاميه وقتها ان زعيم الشيوعيين شخص يهودي صهيوني ملحد ، يقيم في فنسا و يدعى هنري كورييل ، الحقيقة ، تذكرت جدتي البسيطة و هي تنتقد عبد الناصر بشده و غضب و تصفه بالشيوعي الملحد! ، هنري كورييل استطاع تسريب خطة العدوان الثلاثي الى مصر ، بينما لم يتحرك المصريون لاعتقادهم ان الامر مستحيل الحدوث ، بعد انتهاء الحرب حاول ثروت عكاشة التوسط ل هنري كورييل عند عبد الناصر ، و طلب السماح بعودته الى مصر ، و لكن الموضوع رفض بحزم ، تخيل! هنري كورييل ساعد في تكوين ما يسمى ب اللجنة الاسرائيلية لجزائر حره! أما عن الغباء الإعلامي في التعامل مع المتهمين في قضية عملية سوزانا فحدث ولا حرج ، و المؤلف يوضح أنه كان غباءا مزدوجا ، مصريا و اسرائيليا ، و كأن الجميع اتفق على التغابي ، فلا حل غيره ، المصريون يتهمونهم بكل ما هو شاذ و سيء و بشع ، حتى أصبح الموضوع ساذجا ، و الاسرائيليون يرفعونهم الى السماوات بصفتهم أبطالا مضطهدين براء من أي دنس او تهم جاكوب و نيللي مصلياح ، كانا يعيشان في مصر الجديدة ، كانت نيللي مدربة لياقة بدنية للسيدات في نادي هيلوبوليس ، و كانت زوجة عبد اللطيف البغدادي تلميذتها في تلك الدروس ، بينما كانت نادية ابنتهما عضو في الفريق القومي للباليه المائي ، سافرت الى سوريا مع الفريق المصري و عادت بعدة ميداليات ، كانت صديقة شخصية ل شهدان سعد الشاذلي ، كانت نجمة لامعه في ذلك الوقت و كانت الحياة بالتاكيد جميلة في عام 62 طلب من نيللي ترك نادي هليوبوليس ، و التوقف عن متابعة الدروس ، استمرت نيللي في تدريب تلميذاتها في المنزل ، في عام 64 قررت العائلة ترك مصر نهائيا ، سافروا الى اسرائيل أولا و امضوا فيها 3 أيام ، ثم انتقلوا الى سان فرانسيسكوا و استقروا هناك نهائيا ، و كونوا مجتمعا قرائيا صغيرا ، بعد عدة سنوات ، استقرت شهدان الشاذلي في سان فرانسيسكو ، بعد الخلافات بين أبيها و بين السادات ، عادت الصديقتان المطرودتان الى اللقاء مرة أخرى |
بعيدا عن الموضوع .. انا بس كنت عاوز اقولك انك كنت واحشني او للدقة اكتر كانت واحشني اوي كلامك
**********
اعتقد ان للموضوع خيوط عند احمد(أحد)0