علاء الأسواني كاتب مجتهد جدا ، فهو يبذل مجهودا خارقا في رسم شخصياته ، حتى أنني أحسست بالغباء أثناء القراءة الأسواني لا يملك موهبة محفوظ مثلا ، حيث يذكر الأحداث و المواقف التي من خلالها نفهم الشخصية بسلاسة بالغه ، و لكن مع مقدار قليل من التفكير ، و هو بالطبع ليس في غموض كتابنا الأحباب الشباب ، حيث لا شخصيات و لا أحداث و لا بناء درامي و لا بدنجان مخلل ، الأمر عند الأسواني أبسط من ذلك بكثير ، فهو يشرح لك و باستفاضه ما يفكر فيه البطل ، و يعدد لك هواجسه ، و يروي لك أحلامه ، و عاداته الحميمية اليومية ، و كأن الأسواني رب مطلع على كل شيء ، ثم بعد ذلك يحكي لك الأحداث ، فبطله يحب و يكره و يناضل و يذهب و يأتي ، ثم تأتي اللحظة الممتعة للأسواني ، فيبدأ في افهامنا ببطء و شرح مستفيض ، كيف يفكر البطل و ما هي أبعاد شخصيته ، التي في العادة ما تكون واضحه لأطفال الحضانه بعد كل هذا الشرح الشخصيات أغلبها نمطية ، و بعضها جامد بارد تماما ، و بلا روح تقريبا ، كذلك ذات بعد واحد ، فشخصية المناضل لا نراها الا تناضل طوال الرواية ، حتى أثناء الشرب فهي تناضل لتشرب أكثر ، الشخصية الوحيده الممتعه كانت شخصية الدكتور المخبر دنانة ، و على الرغم من وساخة صاحبها الا انها فعلا مكتوبة بطريقة متميزة ، بعيدا عن البعد الواحد ، و بعيدا عن "الكليشيهات" كما ذكر هلال شومان أفضل المشاهد ، الدكتور صلاح و هو يسترجع ذكرياته المصرية المخزنة في بدروم منزله في أمريكا لعلاء الأسواني مجموعة قصص جميلة تحت عنوان نيران صديقة ، أذكر أن أحد النقاد مدحها و قال أن الأسواني لا يسعى الى ربط اسمه بالرواية حبيبية الملايين ، بل يكتب قصصا قصيرة متميزة جدا ، في حين أن الطبيعي أن يتجه الى كتابة رواية كبيره تليق به ، اظن ان شيكاغو كانت في الأصل مجموعة قصصية ، دمجها الاسواني ببعضها و لخبط فصولها فحصل على روايته الثانية نهايات الأسواني في العادة محبطة و كئيبة ، أجمل ما فيها أن الحبيبان الوحيدان في الرواية ينتهي بهما الامر الى السعادة لا توجد كلمات أخرى |
اتفق معاك
خصوصا في انها كانت شوية قصص وضربهم في الخلاط
راجع البوست الاخير عندي
مزيد من الملاحظات على الرواية
احييك على تحليلك