كنت أمشي في شارع شامبليون ، ذاهبا للقاء أصحابي ، وجدته أمامي بنظارته العجيبة و رأسه الحليق يلمع تحت عمود النور ، أذهلني منظره ، كان عاديا كما أراه دوما ، و لكن لم أتوقع رؤيته أبدا ، سلم علي و دعاني للجلوس على قهوة قريبة ، جلسنا و اخذنا نتحدث ، كنت مهتما به غاية الاهتمام ، مستمعا جيدا ، على الرغم من أني لم اكن كذلك من قبل ، ضاحكا بصدق على نكاته و تعليقاته التي كنت أراها سمجة ، تابعت ما يحكيه عن بحثه المستمر عن شقة مناسبة في وسط البلد ، أخيرا قال لي و هو يبتسم ، يبدو أني سأظل أبحث عن الشقة عمري كله ، و كأن شقة وسط البلد هي كل آماله ، في لحظة مجنونة قلت له أني أفكر أيضا في الاستقلال و الحياة وحيدا ، و أننا يمكن أن نتشارك في شقة في وسط البلد ، كنت اهذي ، فهو وضع لم أفكر به من قبل و لا يصلح لي مطلقا ، أفاقني صوت الموبايل ، عبدو يتصل ، رددت عليه و أخبرته أني على قهوة في شامبليون ، ووصفتها له ، أخبرني أنه في الطريق ، أخذت أتكلم معه عن السينما المستقلة في مصر ، هذيان يتبعه هذيان ، أنقذني عبدو الذي اتصل مره أخرى ليخبرني أنه لم يجد القهوة ، سألته عن مكانه و استأذنت من الجالس لأذهب اليه ، وجدت عبدو واقفا على بعد خمسين مترا من مكان القهوة ، انت فين يا عم ، دي القهوة قدامك أهي ، أخذت أجره من يده و أنا أجري و هو يعنفني لجريي ، أردت أن أتركها مفاجاة ، لن أخبره أني كنت جالس معه منذ دقيقة واحده على القهوة ، و أنه لم يمت و لم يدهسه لوري و لم يدفن قط ، بل هو جالس هناك على القهوة ، وصلت و لم اجد القهوة ، الناصية فارغه ، محل مغلق منذ مده و لا شيء على الرصيف ، لا كراسي لا طاولات ، ظللت أدور حول المكان كالمجنون ، لم أجد القهوة ، و لم اجده هناك ، كان عرقي ينسال على وجهي و رقبتي ، خذلتني قدماي و جلست على الرصيف ، و أخت أفكر فيما سأقوله لعبدو لأبرر جنوني المفاجيء |
ما شاء الله
القصة حلوة جدا وسعدت بها جدا جدا
وحسيت إنى خدت مقلب لما فى الآخر اكتشف إنه كان طول الوقت بيتكلم مع شبح.
هايلة