Sunday, August 24, 2008
على قهوة في شامبليون

كنت أمشي في شارع شامبليون ، ذاهبا للقاء أصحابي ، وجدته أمامي بنظارته العجيبة و رأسه الحليق يلمع تحت عمود النور ، أذهلني منظره ، كان عاديا كما أراه دوما ، و لكن لم أتوقع رؤيته أبدا ، سلم علي و دعاني للجلوس على قهوة قريبة ، جلسنا و اخذنا نتحدث ، كنت مهتما به غاية الاهتمام ، مستمعا جيدا ، على الرغم من أني لم اكن كذلك من قبل ، ضاحكا بصدق على نكاته و تعليقاته التي كنت أراها سمجة ، تابعت ما يحكيه عن بحثه المستمر عن شقة مناسبة في وسط البلد ، أخيرا قال لي و هو يبتسم ، يبدو أني سأظل أبحث عن الشقة عمري كله ، و كأن شقة وسط البلد هي كل آماله ، في لحظة مجنونة قلت له أني أفكر أيضا في الاستقلال و الحياة وحيدا ، و أننا يمكن أن نتشارك في شقة في وسط البلد ، كنت اهذي ، فهو وضع لم أفكر به من قبل و لا يصلح لي مطلقا ، أفاقني صوت الموبايل ، عبدو يتصل ، رددت عليه و أخبرته أني على قهوة في شامبليون ، ووصفتها له ، أخبرني أنه في الطريق ، أخذت أتكلم معه عن السينما المستقلة في مصر ، هذيان يتبعه هذيان ، أنقذني عبدو الذي اتصل مره أخرى ليخبرني أنه لم يجد القهوة ، سألته عن مكانه و استأذنت من الجالس لأذهب اليه ، وجدت عبدو واقفا على بعد خمسين مترا من مكان القهوة ، انت فين يا عم ، دي القهوة قدامك أهي ، أخذت أجره من يده و أنا أجري و هو يعنفني لجريي ، أردت أن أتركها مفاجاة ، لن أخبره أني كنت جالس معه منذ دقيقة واحده على القهوة ، و أنه لم يمت و لم يدهسه لوري و لم يدفن قط ، بل هو جالس هناك على القهوة ، وصلت و لم اجد القهوة ، الناصية فارغه ، محل مغلق منذ مده و لا شيء على الرصيف ، لا كراسي لا طاولات ، ظللت أدور حول المكان كالمجنون ، لم أجد القهوة ، و لم اجده هناك ، كان عرقي ينسال على وجهي و رقبتي ، خذلتني قدماي و جلست على الرصيف ، و أخت أفكر فيما سأقوله لعبدو لأبرر جنوني المفاجيء

posted by ربيع @ 8/24/2008 05:00:00 PM  
11 Comments:
  • At 5:20 PM, Blogger محمد فاروق الشاذلى said…

    ما شاء الله
    القصة حلوة جدا وسعدت بها جدا جدا

    وحسيت إنى خدت مقلب لما فى الآخر اكتشف إنه كان طول الوقت بيتكلم مع شبح.

    هايلة

     
  • At 5:59 PM, Blogger Azza Moghazy said…

    نص ممتاااااااااااز

    ما كل هذا التالق يا بشمهندس

     
  • At 1:18 PM, Blogger moe said…

    هل ما بنحسش الناس كانت قد اية كويسة و فيها جوانب مضيئة الا لما بنفقدهم؟
    ولا بننسي كل الجوانب السلبية للشخص لما بنبقي متيقنين اننا مش ها نشوفة تاني؟

     
  • At 3:48 PM, Blogger ربيع said…

    هو انا حسيت اني كنت واطي معاه حبتين

     
  • At 6:41 PM, Anonymous Anonymous said…

    !برافو يا ربيع
    ربنا يديك على أد نيتك قادر يا كريم
    كل سنة وأنت طيب بمناسبة قدوم رمضان "أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات".

     
  • At 12:09 PM, Blogger moe said…

    طيب لو الموت بيخليك طيب كدة اتمني انة الي في بالي يموت علشان تحبة!

     
  • At 10:38 PM, Blogger 4thH said…

    آمين

     
  • At 4:32 AM, Blogger Ehab said…

    القصة رائعة ومتميزة ...

    ربما كانت الفكرة معهودة في أدب الرعب العالمي لكنك صغتها من زاوية مختلفة رائعة وأعجبني أسلوبك بشدة في الكتابة..

    أسلوبك محبب للنفس لدرجة جعلتني استمر بقراءة الكثير والكثير من البوستات ..
    انت موهوب بالفعل !

    تقبل مني فائق الاحترام والتقدير على موهبتك وعلى تفكيرك ...

    تحياتي

     
  • At 9:11 PM, Blogger Azza Moghazy said…

    صورة الهيد بانى اللى فقو دى غريبة اوى
    مش قادرة افهم دلالتها لحد دلوقت

     
  • At 10:33 AM, Blogger ربيع said…

    يا عزه انا فهمت كلامك بالعافية ، و بالتالي انا مش فاهم البانر طبعا ، هو بس مزيج الألوان و الأشكال عجبني فحطيته

     
  • At 1:57 AM, Blogger Azza Moghazy said…

    معلش يا ربيع يا بنى
    انت عارف لما الواحد يوصل لسنى بتبقى الرؤية عنده صعبة شوية
    وبالتالى تعاملاته مع الكيبورد بتبقى عسيرة
    ياللا مسيرك تكبر يا حبيبى وتبقى قدى وتعرف

    عموما شاطر انك فسرت الكلام فكرنى اجيبلك حاجة حلوة

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker