لسبب ما سمي عم مرضان ب مرضان ، ربما لأن والده كان مسطولا حين سجل اسمه ، أو لأن موظف الصحة كان مستجدا ، أو لأن ذبابة ماتت فوق أول حرفين من اسمه فاختلط الأمر على من قرأه بعد ذلك مرضان كان سائس سيارات على رصيف سنترال مصر الجديدة ، بجانب كوبري التجنيد ، على كتفه الفوطه الصفراء ، يمشي متدحرجا على الرصيف مساعدا السيارات على الركن ، مما يتيح له قول كل سنة و انت طيب يا بيه لقائدها ، الكلمة التي تدفع قائد السيارة لنفحه ربع جنيه أو نص جنيه أو أي كسر من كسور السيد الجنيه ، و هي مهنة المتنطعين على حد قول جمال مقار ، لا يمتهنها إلا من رمته الأيام على عتبة الرصيف فعشقه و ظل يساعد السيارات على الركن لسبب ما مجهول بالنسبة للجميع ، تم افتتاح معهد هندسي في مدينة العاشر من رمضان ، و لسبب ما أيضا اتجه فشلة الثانوية العامة للدراسة بهذا المعهد ، لسبب ما ثالث كان مكان عم مرضان مثاليا لجراج لسيارات المكروباص المتجهه للمعهد الهندسي المذكور ، و بالتالي ذهبت زمرة من السائقين المحترمين لعم مرضان طالبين حق استغلال الرصيف ، و لأن مرضان امتلك الرصيف بوضع اليد أو بالتقادم أو بعلوقية الحكومة ، أو بأي شيء تراه مناسبا ، فهو الوحيد المخول بالسماح للسائقين بالركن في هذا المكان ، و قد كان مرضان شيطانا اثناء التفاوض ، فطلب أجرة نفرين من كل ميكروباص يحمل من على رصيفه ، السعر الذي أصاب السائقين بالجنون ، و أخذوا يساومون مرضان حتى وصلوا إلى أجرة نفر واحد ، و هكذا أصبح مرضان يحصل على جنيهين و نصف من كل ميركوباص يحمل ركابا من على رصيفه ، و ابتسمت الدنيا لمرضان فهناك على الاقل 25 ميكروباص يتحرك من على رصيفه نهارا ، و أكثر من 15 ليلا ، بعدما أصبح رصيف مرضان هو الرصيف الشعبي المعتمد لمدينة العاشر من رمضان كلها و ليس لطلبة المعهد الفشلة فقط ، و أصبح مرضان يحصل على مئة جنيه يوميا من قفا رصيفه وش السعد ربرب مرضان و زاد عرضه ، و أصبح طوله مماثلا لعرضه أو أقل ، و لم تظهر النعمة على وجهه كما ظهرت على جسده ، فهو هذا النوع من الناس الذي ينزل من بطن امه و "دقنه منبته" دلالة على أصالة عفنه و جدارة شلفطته ، نغنغ مرضان نفسه كثيرا ، فشرب السجاير المستوردة ، و غسل الفوطة الصفراء التي يسميها شرموطة ، و طبقها بعناية و تركها في بيته ، و لبس الجزمة بعد طول معناقة رجله للشبشب أبو إصبع ، و صار مرضان ريسا يأمر و ينهي ، يرص عربات الميكروباص كما البلاط ، يؤخر هذا و يقدم ذاك ، و للحق ، فقد كان مرضان عادلا ، فلم يؤخر إلا السائقين السفلة ذوي الألسنة اللي عايزه القطع ، ، محترما لحقوق الشارع و حقوق الرصيف ، فلم يسب أم أحد قط ، و إنما اكتفى بسب الدين للجميع بلا تمييز ، مقيما أروع نموذج للوحدة الوطنية كان هذا منذ عدة سنوات مررت منذ عدة أيام بالقرب من رصيف مرضان ، لسبب ما وجدت الرصيف خاليا من المكروباصات و المارة و السيارات ، و مرضان جالسا على كرسي خشب بلا ظهر ، ساندا ظهره الى حائط ، مشعلا سيجارته كالعادة ، ركنت سيارتي و قضيت طلبي ، و لما عدت وجدته جالسا نفس الجلسة ، بلا ميكروباصات و لا سيارات على الرصيف ايضا ، و كأن الرصيف فقد سحره ، و فقد معه مرضان سطوته و جبروته ، لما رآني ادير المحرك و استعد للتحرك ، أحنى رأسه ناظرا الي ، لسبب ما ابتسم -لأول مره في التاريخ - و رفع يده اليمنى محييا إياي ، كان مازال مسمرا في كرسيه ، ربما توقع أني سأنزل من سيارتي لأعطيه حق سياسته لها ، كعادتي ، و كرد فعل انتقامي ، و اشباعا للشرير داخلي ، أظهرت وجهي الزجاجي ، نظرت الى الامام مباشرة بلا أدنى التفاته ،و تحركت بالسيارة الى الشارع |
ممتعة قوي البتاعة دي يا ربيع,علي فكرة,القاهريين القدام و بعض الدلتاوية البعاد عن اسكندرية بيسموا الخرقة شرموطة,عمرك اخدت بالك كمان ان الصعايدة ما يعروفش الكلمة دي كشتيمة,و لو حبيت تقول لواحد يا ابن الشرموطة هناك تقولة يا ابن الفاجرة؟؟؟
واضح ان الكلمة كان اصلها الخرقة المقطوعة و كعادة اهل مصر في الشطط في شتيمتهم و قباحتهم خلوها معناها المرأة الي بتعاشر طوب الأرض
اسف للانسات المهذبات علي كل الي كتبتة فوق.بس بمناسبة المجاز المصري في الشتيمة,في لفظ قبيح و غريب قوي بيقولوة الأسكندرانية لما يحبوا يبينوا انهم ها يوروا فلان العجب العجاب,مش عارف ينفع اقولة ولا لا!
نقطة اخيرة ,عمرك فكرت في اصل كلمة "يا بية انا عبد المأمور"