طالما وددت أن أعزف البيانو ، أحب الموسيقى ، مع ذلك حاولت مرارا العزف على أي آلة موسيقية ، بما في ذلك ماجور الحمام ، فشلت ، حاولت مره اخرى و فشلت ، ثم فشلت في أحد الأيام ، و أثناء البحث عن الكتاب التاريخي ، إشكالية الدولة الشمولية ، وجدت على احد مواقع التورنت ، تورنتا يعلمك كيف تعزف على البيانو ، كان التورنت صغير الحجم ، أنزلته بسرعه فائقة بواسطة التوربيدو الخاص بي ، حاولت فتح الملف بأي طريقة ، بأي برنامج ، ساورني شك في أنها اشتغالة ، فجأه و بلا مقدمات ، وجدت أنبوبا هلاميا طويلا يخرج من شاشة الكمبيوتر ، متجها الى جبهتي ، لامسني الأنبوب الشفاف برقة ، دافئا و طريا ، و لكن لم يكن لزجا ، بدأ تيار المعلومات يتدفق الى رأسي ، لم تكن معلومات فقط ، و انما خبرات أيضا ، براعة المؤلفين ، و حرفية العازفين ، تدفقت الى مخي ، أحسست بألم في مفاصل أصابعي ، وجدتها استطالت و أصبحت أرفع و اطول ، ملأت النغمات رأسي ، و لم يرحمني الأنبوب ، استمر في نقل معلوماته ، استقرت المعلومات في أنحاء مخي ، معلومات مهمة في المقدمة ، معلومات اخرى في أدراج سرية ، خبايا اصلاح أوتار البيانو ، آمال عازف أرغن فاشل ، احترف بعد ذلك العزف على البيانو ، ملايين و ملايين ، استقرت كلها في رأسي ، و مع ذلك لم يضرني الامر ، بل أردت المزيد عدت الى الكمبيوتر ، بحثت عن "بيانو" كتورنت فايل ، وجدت بيانو فخم ، ميني بيانو ، قرأت في الإنفو مقاسات البيانو ، قمت لأقيس المساحة الفارغة في الصالة ، و جدتها مناسبة ، أخد البيانو وقتا اطول لكي يتجسد أمامي في الصالة ، لمسته بحنين بالغ ، جلست على الكرسي ، لم أعدل ارتفاعه ، فأنا أتذكر الآن أني جلست عليه من 3 دقائق فقط ، بدأت أعزف. كيف غير التورنت حياتي مشروع بدأه محبو التورنت في جميع أنحاء العالم ، الرجاء مشاركتنا و اخبارنا كيف غير التورنت حياتك |
مضى الكثير منذ آخر مرة قمت بتشريف مدونتكم المبجلة، و لكن في الانتظار ما قد يزيد اللهفة -هذا ان كانت موجودة ًبالأساس!- ، أليس كذلك؟!!
المهم : التورنت موضوع حسّاس و مغلف بالحماس. لكنه بالأساس بيوصّل كل الناس. لكن مازال في مصر غير مقنّن أو حتّى مُواجَه من جهة الأجهزة المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية اياها. و هذا بالأساس يدخله ، و يدخلنا معه في منطقة رمادية عويصة ، خاصّةً و ان بيانات المستخدمين من الممكن تسجيلها و في اللاحق استخدامها بمنتهى البساطة ، هذا ان كان من المهم تجريمهم بشكل ما من الأشكال. قد تبدو فكرة فضائية في مصر و لكنها نظرياً قابلة للمنطقة و من ثم التطبيق . أليس كذلك؟
هذا لا يعني أنني أعارضه أةو حتّى أقف موقفاً حيادياً منه ، و لكن أوان النقاش قد آن ،و ان تأخر كثيراً ، بحكم الحال، و بالتالي فأرجو أن يكون موضوعياً و بناءاً قدر المستطاع.
و بالمناسبة : Sifara.com ، و هو أول موقع عربي للتورنت بصادفني.