Sunday, April 12, 2009
عزيزي أبا شخة

أبا شخة

رحمك الله و إيانا

أذكرك بالماضي القريب ، عندما وجدناك منتظرا خارج المقهى الشهير ، كالكتكوت المبلول ، منتفضا مرتعشا ، خائفا حتى من توجيه الكلام لنا ، ناظرا إلينا بعين الرجاء ، واضعا يديك في جيبيك ، سائرا بضع خطوات في كل اتجاه ، حائرا كنت ، تود أن تحاورنا و تدخل في دائرتنا ، و الحق أني تذكرتك ، الحمد لله على ذاكرتي الفوتغرافية ، فقد رأيتك قبلا في ندوة عن رواية ، لن أنس ما حييت وجهك المرتجف ، و عيناك القلقتان، و كلماتك المتقطعة ، المثأثأة ، و الحق يومها أني وددت ضمك إلينا لنسخر منك ، و نجعل اليوم هذرا بوجودك ، فذهبت الى حيث كنت حائرا ، و هديتك.

أتذكرني يومها و أنا أكتم ضحكاتي ، حتى كادت مثانتي تنفجر ، و الله ما زال ألم المثانة حاضرا في ذهني و أنا أكتب الآن ، أتذكر أني قمت مدعيا شراء سجاير ، ذهبت لأفرغ مثانتي على أقرب جدار خوفا من انفجارها ، و لا تتخيل منظري و أنا أضحك بهستيرية ، و أفشل تماما في توجيه سائلي الأصفر في اتجاه معين ، فالضحك هزني كما لم يهزني شيء من قبل.

أتذكر كلامك الطفولي حول نجيب محفوظ و غيره ، يا رجل لقد كنا في العام الثامن بعد الألفين ، من يتذكر محفوظا في هذه السنين المتأخره ، محفوظ يا فتى كان قد انتهى منذ ثلاثة عقود على الأقل ، لم يأت ذكره في نقد أو ندوات ، كنا قد نسيناه و إن بقت ذكرى الكاتب الصنايعي في أذهاننا . بينما أتيت أنت في هذا اليوم لتقول : أن محفوظ على الرغم من تجديفه المستمر ، إلا أنه عمر طويلا ، يشرب سيجارته و فنجان القهوة ، و مازالت سخريته من الله مطبوعة و منتشرة تداولها الأيدي ، ثم قلت حكمتك الخالدة : الراجل بيطلع لسانه لربنا.

عزيزي أبا شخة

الرجل قضى أياما طويلة منذ العام الرابع و التسعين بعد التسعمائة و ألف مشلولا مقعدا لا يكاد يدرك ما حوله ، شلت يمينه حرفيا ، ظلت الأفكار تبعبصه ، تنيكه في دماغه ، و لكن يمناه لم تطاوعه و تتحرك فيكتبها و يسجلها ، أليس هذا بعقاب من الله؟ ، ثم كاد ان يكف بصره ، و اقترب من الصمم حتى أصبح الناس يصرخون في أذنه ، لم يذهب نور عينيه تماما ، و لم يتعطل سمعه بالكامل ، و إنما اقترب من النهاية فقط ، و هكذا ظل الله يحنسه ، فلا من عليه بالراحة ، و لا شفاه مما ابتلاه به ، أليس في كل هذا عقاب للرجل؟

أبا شخة

و الله انك لتحتل في قلبي مكانة تاج الملوك ، فأنت فتى لطيف ، وجدنا فيك بذرة الكفر ، فتظاهرنا في حضرتك بالكفر و الهرطقة ، التي ينطقها البعض من أمثالك "هرتكة" ، و لم نصدق أن الحيلة انطلت عليك ، و لم نصدق أن ناجي الذي يصلي صلاة الصوفية – و ما أدراك ما هي – قد أقنعك بأنه كافر ، و لم نصدق أن رفيقتنا الثالثة ، قد أقنعتك بأنها لا أدرية ، و هي لم تكن تعلم يومها ما هي اللاأدرية ، و لكنها ادعت لا أدريتها ، و هي لا تدري أنك ستساق خلفنا كالخروف ، لما صادف كلامنا هوى في نفسك ، ثم قررنا أن نكمل ما بدأناه حتى نمل أو تمل أنت ، أو ننكشف أمامك

و يبدو أننا مللناك سريعا ، فبتنا لا نرد على مكالماتك ، أو بالأحرى رناتك ، فالمعفن معفن و لو أصبحت الدقيقة بشلن ، فسيادتك طوال الفترة الأخيرة كنت تصحو مبكرا ، العاشرة صباحا ، و هو مبكر بالنسبة لعاطل مثلك ، لتبدأ في الرن و الزن ، تبدأ بي ثم تعطف على ناجي و غيره ، منتظرا أن يرد احدنا على رناتك يا معفن ، طيب ، الدقيقة بخمسة قروش الآن ، فما هدفك من الرن؟ و ما الضرر في الاتصال؟ ، اللهم إلا العفن الذي لا فرار منه . ذاك العفن الذي جعل ناجي يصطدم بك يومها ، و ينزل عليك شتائمه و المختار من كلامه المقذع ، و أنت صامت مبلول بلل الخجل ، و أنا أتلوى كاتما الضحك خوفا من قلب الجد الى هذر ، و اضاعة فرصة بهدلتك و تجريسك

أبا شخة

لا أعلم كيف جرستنى بكلامك ، و لم أفهم كيف جرست ناجي ، و المجرس هنا أنت و لا شخص سواك ، فادعاؤك كفري تجريس لك في حد ذاته ، و كما انطلعت خدعة الحسين على الكثيرين انطلى عليك ادعاء الكفر ، أما كلامك العبيط عن الحوت الطائر و ما إلى ذلك ، فأظن أن بيسو أجدر بالرد مني عليه.

عزيزي أبا شخة

ان نفسك المتقطع في الكتابة ، و تكثيفك المستمر لأي سطر تكتبه ، و أفكارك التافهة ، كل ذلك يدل على فشلك ككاتب ، بل إن سعيك و جريك خلف النشر الورقي دليل أيضا على جهلك و قصور نظرتك ، فأنت لا تستطيع فكاكا من أسر فكرة فلان الذي طبع كتابا ، أو علان الذي نشر مجموعة ، و يظل يحمل نسخا مما نشره تحت ابطه ، و يظل يوزعها على الغادي و الرائح ، بل يقف أحيانا في مكتبة ديوان ، و يمسك نسخة من روايته البضينة ، و يظل يلوح بها و يمطوح ذراعه ، كأنه يهش ذبابا وهميا ، أو يشم ما تحت ابطه ، كل هذا للفت النظر الى راويته ، دلال يبيع بضاعته في سوق التلات . سيأتي اليوم الذي ستقف فيه مكان صاحبنا ذاك ، و تلوح بنصوص هزيلة ، طبعتها دار نشر فاشلة مثل أكتب أو دون أو سجل أو اتنيل .

أبا شخة

الحديث ذو شجون ، و التطاول على المعارف و من كانوا أصدقاء ينتهي دائما بنشر الغسيل الوسخ على العامة ، أرجو أن تكون هذه الكلمات قرصة أذن ، أرجو أن تتعقل و ترجع الى حظيرتك هانئا ببرسيمك و علفك ، و ترك الكتابة و النقد و الكفر لنا .

posted by ربيع @ 4/12/2009 10:02:00 PM  
6 Comments:
  • At 10:22 PM, Blogger Gemyhood said…

    على فكرة المعارك التدوينية عيلت قوى يا ربيع و دخل فيها العيال اللى بشخة

     
  • At 10:41 PM, Blogger ربيع said…

    يا اكسلانس ناس بيض ، انا قلت املص ودانه بس المره دي

     
  • At 2:13 AM, Blogger mido said…

    كفر ايه يا جدعان اللي بتتكلموا عليه ؟!

     
  • At 8:08 AM, Blogger mohamed hassan said…

    قشطة يا رجالة ياريت نشوفكوا في المحاكم قريب هاهاهاهاهاها

     
  • At 7:55 PM, Blogger Alkomi said…

    مرتضى منصور لو عرف هيعمل شغل جامد اوي

    ((((((((((((((:

    اتهامات العمالة هتطلع امتى بقى؟

     
  • At 3:31 PM, Blogger Anon said…

    لم لا تعرج عليّ؟

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker