عزيزي الكردي السني كل عام و أنت بخير ، اليوم عيد المصريين ، نأكل الفسيخ و البصل و البيض الملون ، و نقرأ دعوات نبذ العيد بابتسامة ، و نبدي رأينا في الدعاة فنقول أن نياتهم صافية ، و لكن الفسيخ أغلب . عزيزي .. أحدثك من مقام الوطن ، في مقام غربتك ، في دوباي مدينة الحديد و الأسمنت ، الإسمنت ، الاسمنت – مش عارف أنهي صح - ، أدهشتني حقا حينما شكوت لي مرارة عيشك ، ثم قلت لي أنك كردي سني ، و قد حسبتك من قبل عراقي ، هارب من أيام بلده الحارة ذات الشظايا المتطايرة ، فهمت أخيرا أنك أقلية الأقلية ، بهائي زملكاوي ، أو مسيحي كاتوليكي منوفي ، كفانا الله و القارئين شرهم ، عزيزي .. لا تحزن ، فكلنا أقلية ، ذوو الكروش أقلية وسط مسطحي البطن ، و مهذبو الشوارب أقلية وسطية ، بين الحافين و بين أؤلئك المطلقينه على العنان ، أخي .. لا تحزن. أخبرتني أنك بصدد التغرب ، و هل هناك غربة بعد مقامك هذا؟ بلد تملأ فراغ البحر و الصحراء من خلفها واسعة؟ ، أتذهب الى ماليزيا حيث يأكلون الدوريان؟ ممممم ، إذن فهي القارة العتيقة ، ذات التاريخ الممل و الدروب الوعرة و الجبال المسلسلة بلا نهاية ، قارة الفرنجة و الروم ، أذاهب أنت الى السويد ؟ ، حسبما خبرتكم معشر العراقيين تحبون السويد ، و كأنها وطنكم الثاني ، ربما ذكركم بردها بحر العراق ، أو خضرة أرضها برمال صحاريه ، و ربما نظافة أسفلت الشوارع بالتراب المتراكم دوما في البصرة ، لا أفهم ، و لكن لكل عشقه و لا دخل لي في عشقكم. عزيزي .. أراك لم يزدد علمك بعدما بقيت في دوباي ، ألا تراهم ؟ أقلية وسط أقليات؟ أصحاب البلد و هم أقلية ، وسط أقليات هندية و باكستانية و بنغالية ، و هناك لبنانيين يا خيي ، و مصريون يمشي الواحد منهم حافيا ليوفر ثمن المداس ، و فلبينيون يصيدون كلاب الشوارع ، يأكلونها ، يشوونها مع كميات هائلة من البصل ، ضعفي وزن الكلب بصل ، فلا أرخص من الكلاب في دوباي ، و الأغلى منهم قليلا ، البصل. أكلت فسيخك؟ أنت تعلم ، لكل منا فسيخ ، فسيخ الصينيين و الماليزيين الدوريان ، و فسيخ الفلبينيين الكلاب المبصلة ، أو البصل المكلب كلاهما فسيخ ، أكلت فسيخك؟ أتذكر آخر مرة تذوقت طعمه الموسمي؟ أتذكر آخر مرة سخر منك المحيطين ، حينما خبروا أو شموا او تذوقوا فسيخك؟ ، أتذكر أنت فسيخك؟ تذكر هيئته و شكله و كيف تبتاعه و كيف تجادل البائع في ثمنه و كيف تختار أطيبه؟ أتذكر ترك لسانك لسقف حلقك بصحوبا بصوت طق محبب لأذنك ، مضاعفا لذة الطعم للحظة وجيزة ؟ أتذكر نومك الهانيء بعد ملء بطنك بفسيخك؟ أحسبك تذكر ، و أحسبك تنزل يوما ما باحثا عن فسيخك في دوباي ، مدينة الحديد و المحمول و الصحراء الواسعة و البحر المردوم. عزيزي .. ألم تتعلم منهم شيئا؟ ألا تخلق للأقليات دولة صغيرة؟ اذهب و اردم بحر الشمال ، أو اردم نقطة بعيدة في المحيط الهادي ، و أعلنها دولة الأقليات ، كل يأتي و معه فسيخه ، ساعتها لن ينتقدك أحد ، و لن يتأفف من رائحة فسيخي مخلوق ، و لن تتعجب عندما تجد دودة في تيكيلة المكسيكي ، فكلنا أقلية ، و لكل من فسيخه. عزيزي .. من الله عليك بفسيخك ، و أسعدك به. شرح التدوينة : التدوينة دي موش اشتغالة ، الشرح ده للأغبيا و القماصين و اللي مايعرفونيش ، لو سمحتوا ما تردوش و لا تاخدوا مواقف بدون قراءة الشرح ، غباءكو هايمنعكوا من التفكير الصحيح ، كمان الشرح ده ممكن يساعدكو على الفهم ، ركز و انت بتقرا و ابتعد عن أي نوع من انواع الالهاء ، اسف الهاء دي كلمة صعبة ، أقصد يعني اقفل التلفزيون أو الكاسيت و ماتتكلمش مع حد ، لزوم التركيز دي تدوينة حقيقية و مش اشتغالة، أنا بأأكد مرة تالته دي تدوينة حقيقية و مش اشتغالة ، لان الاشتغالة لازم تكون سمجة ، كوميدية ، تخيل على الأغبيا اللي زيك ، و الغرض منها اقناع الأغبيا اللي زيك بصحتها ، و الأهم من كده ، و لأن انت غبي ، هاتقمص و هاتقفش و تزعل و تخبط برجليك في الأرض لما تعرف انها اشتغاله و انها دخلت عليك ، تنويه للمرة الرابعة ، دي مش اشتغالة عيد المصريين : شم النسيم الفسيخ : سمك من نوع بوري يضاف عليه كمبات كبيره من الملح ، يأكل عادة في شم النسيم ، خلال التدوينة ، الفسيخ سيكون له معنى آخر ، ده صعب أشرحهولك ، غباءك حاجز منيع دوباي : دبي ، اللي هي أحد الإمارات العربية المتحدة ، و هي ليست بلد عربي ، كتبتها بالطريقة الغريبة دي ، اللي خلتك تعتقد اني غلطان ، عشان أترق على الطريقة اللي الأمريكان بينطقو الكلمة بيها الأسمنت ، الإسمنت ، الاسمنت : حيرة بالغة مني ، مش عارف همزة الألف أحطها فين بالظبط ، الهمزة دي اللي انت ماتعرفش عنها حاجه ، و ده مقبول تماما لان فيه ناس أذكى منك بكتير بيهملوها ، باين ان الدرس ده ماتشرحش خالص في المدرسة ، الحيرة هنا لان الكلمة أصلها انجليزي و مش متأكد ازاي أحولها ماليزيا : دي بقى بلد الفلبين : بلد برضو المنوفية : الأرض الطاهرة كاتوليك : دي صعبة جدا بهائي : أصعب و أصعب كردي : أنا آسف ، مش هاكتب كلمات بالصعوبة دي بعد كده تيكيلة : خمرة و العياذ بالله تنويه أخير ، هذه التدوينة مش اشتغالة |
تالت مرة تكتب على الاشتغالة
الظاهر انك دخلت جوا الاشتغالة و مش هتطلع منها
ما تردش على حد عشان كدة انتا هتبتدي تشتغل نفسك؟
يا ريس اكتب و خلاص احنا كنا فرحانين بابداعكوا
بوظت المقال بالشرح الغريب لناس في نظرك ما تستاهلش
الواد جابري لعبها اصح شوية بعدم اهتمامه
انتا كمان استاذ فبلاش تبوظ الطبخة