Thursday, May 14, 2009
عن الدروس السبعة

يعد غياب طويل يطل علينا احمد ناجي بنص جديد، بعد الإعلان عن النص في فيس بوك ، اعتقدت انه نص قصصي أو روائي ، نوفيلا جديدة من أحمد ناجي ، فاسم أحمد مكي لم يثر في ذاكرتي أية أفكار ، و افترضت أن أحمد مكي شخصية خيالية خلقها أحمد ناجي ليخرج من أفعالها بدروس يشرحها لنا لتعم الفائدة.

في مقدمته يكتب أحمد ناجي واصفا العنوان بالساخر ، ليرمي لنا طعما ، ننتظر معه أن يكون المحتوى ساخرا كالعنوان ، و مع السطور الأولى ندرك أننا خدعنا مع أول ورقة في النص ، فالمحتوى "عميق" بالغ الحساسية ، و كأن احند ناجي يشاهد أحمد مكي من خلال فلتر ، ينقي أفعال مكي و يعيدها سيرتها الأولى ، فيظهر بطانة الفلم أو الأغنية الخفي عن الأعين . من خلال أحمد ناجي و قراءته لأحمد مكي تبين لي مستوى ثالث من الوعي في أعمال أحمد مكي ، بعد المستويين اللذين ظننت انهما أوحدين في أعمال احمد مكي ، مستوى الفجاجة و الهزل السمج الذي بالرغم من ذلك يخرج منك الضحكات ، و المستوى الآخر ، ذلك الذي يحطم الهالات حول الرؤوس المقدسة ، بل و يضع لباسا قطنيا متسخا بالمقلوب فوق تلك الرؤوس ، يظهر لي أحمد ناجي ذلك المستوى أو البعد الثالث ، مدققا في رؤيته لأعمال أحمد مكي ، لاويا عنق تلك الأعمال ليظهر أحمد مكي مبتسما في خلفية الكادر.

ربما خانت الحقيقة أحمد ناجي في بعض الدروس ، فتحيزا للنوستولوجيا لا أرى أية نوستولوجيا في أعمال أحمد مكي ، و أعتب عليه تحطيم الزمن النوستولوجي لديه و لدينا نحن المشاهدين ، و أتوقع أن يلجأ أحمد مكي للنوستولوجيا كرد فعل دفاعي في وقت ما ، بعدما تنتهي أغاني الراب ، بعدما يصبح الشعر الكنيش و القلادة المدلاة من العنق مشهدين أحمقين من مشاهد التاريخ البائد ، ساعتها سيكون للنوستولوجيا نصيب وافر من أعمال أحمد مكي.

يبقى أن أشيد بالتفكير المتطور الذي يحول الكتاب بعيدا عن الورق هذه الأيام ، دعاية بسيطة بين الأصحاب على فيس بوك ، و بعد عدة أيام صدور نص رائق في حلة بسيطة على المدونة ، كل ذلك بلا قطع ورقة واحدة ، فمعظمنا لا يكتب على الورق هذه الأيام – اجابة سؤال يوسف القعيد – بل نفضل الكتابة مباشرة على لوحة المفاتيح توفيرا للورق و الحبر و الوقت و الخط الرديء، و رغما عن غواية الورق ، و أضواء حفلات التوقيع ، و الابتسامات الموزعة على الوجوه أثناء المباركة بصدور نص ورقي ، يبقى إعدام الأشجار و قرف الناشر و أخطاء الطباعة و عدم احترام المكتبات للموزعين و تكاسل المطابع عن اتمام الطباعة في الوقت المحدد ، يبقى كل ذلك مدعاة لنبذ الورق ، أو على الأقل استخدامه لأغراض أخرى أهم و أكثر نفعا و بلا بدائل ، فنص كهذا لا يريد أن يخلد في التاريخ كما يسيطر الوهم على بعض الكتاب ، كذلك لا يدعي كاتبه أنه أتي بنظرية تفسر نشأة الكون أو ترسم شكلا متكاملا لخالقه ، فقط أفكار أراد تسجيلها ربما ليفهمها بشكل أفضل.

posted by ربيع @ 5/14/2009 01:39:00 PM  
1 Comments:
  • At 2:25 PM, Blogger abderrahman said…

    لما قريت النوت على الفيسبوك اتفاجئت
    لأنه قبلها بيوم كنت بتكلم مع صديق مشترك عن نفس الموضوع
    عن احمد مكي تحديدا، وشخصية دبور، وعن فيلم الحاسة السابعة.. ضمن كلام تاني عن الكتابة الساخرة، وسخافة الكتابات الساخرة الحالية .. واتفاجئت أكتر لما لقيت أحمد ناجي ناشر فعلا نص مكتوب مش بس نوت
    الفكرة تستحق انها تدون في كتاب

     
Post a Comment
<< Home
 
 
عن شخصي المتعالي
مدونات
روابط
كتب
أخبار
Free Blogger Templates
© SprinG
eXTReMe Tracker